كانت وصية «الخال» الجميل عبدالرحمن الأبنودى قبل رحيله بأيام فى شهر إبريل الماضى، بألا ينساه أحد فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة يوم الخميس المقبل، ويتذكره الجميع فى الفرحة الكبرى للمصريين بالحدث التاريخى. تمنى أن يمد الله فى عمره ويمهله قليلا للمشاركة فى الاحتفال الضخم، وفى اللحظة التاريخية الفريدة بأحد إبداعاته الشعرية والغنائية، لكن الأبنودى رحل قبل تحقيق حلمه فوأمنيته بنفسه. وقبل موته بأيام قال إنه يقوم بكتابة أوبريت أسطورى، لافتتاح قناة السويس الجديدة بالتنسيق مع الفنان محمد منير، وتم الاتفاق مع «الكينج» على «أوبريت غنائى» مختلف يليق بافتتاح قناة السويس الجديدة، يشارك فيه عدد من الفرق المعروفة على الساحة الفنية.
الخال قال وقتها إنه تم الاتفاق على بعض المحاور والنقاط التى سوف ينطلق منها الأوبريت، ولن يكون «أوبريت عادى» يقوم به مطرب وخلفه فرقة لكنه يشبه إلى حد كبير فرحة المصريين بافتتاح القناة الجديدة. فأين ذهب الأوبريت؟ وهل انتهى شاعرنا الراحل من كتابته وإعداده؟ ولماذا لم يخرج إلى النور ليكون خير تكريم للمبدع الراحل وتنفيذا لوصيته وحلمه البسيط فى المشاركة ولو بروحه وفنه وإبداعه فى فرحة الشعب المصرى. فالأبنودى بدأ بالفعل فى كتابة مسودات الأوبريت وشجعه منير على تنفيذ فكرته، وبالفعل عقد الاثنان أكثر من جلسة عمل بينهما إلا أن المرض داهم الأبنودى الذى حاول أن يستكمل الأوبريت أثناء محنة مرضه الأولى فى فبراير الماضى وهو على سريره بالمستشفى العسكرى إلا أن شدة المرض منعته فلم يكتمل حلمه.
حسب معلوماتى فحلم الأبنودى ووصيته مازال فى الإمكان تحقيقهما، فالشاعر الراحل ترك أغنية ملحمية استعدادا لافتتاح القناة الجديدة وعثرت عليها الإعلامية نهال كمال، أرملة الشاعر الراحل، وقام بتلحينها الشاعر المعروف محمد رحيم وفى انتظار رعاية الدولة أو القوات المسلحة حتى يفرح الخال معنا وهو فى قبره بافتتاح القناة الجديدة وترفرف روحه على المكان الذى عاش فيه سنوات النكسة وكتب أجمل أشعاره فى ديوان «على شط القناة»، وكتب عن السويس وبيوتها. هى وصية غالية علينا جميعا، والوقت مازال كافيا لإخراج الأغنية التى كتبها الخال ولحنها محمد رحيم إلى النور وعرضها ضمن احتفالات افتتاح القناة. وتنفيذ الوصية ليس صعبا على قواتنا المسلحة والشؤون المعنوية أو هيئة قناة السويس بقيادة الفريق مهاب مميش.