سعيد الشحات

هشام جنينة وزوجته الفلسطينية

الأحد، 02 أغسطس 2015 07:39 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعرف صديقا صمم على ألا يتزوج إلا من فلسطينية بعد تخرجه من دراسته الجامعية، وظل لسنوات فى عقد الثمانينيات من القرن الماضى يلف ويدور بحثا عن بنت الحلال التى تشاركه حلمه فى بيت سعيد، ولما وجدها قال لأصدقائه مزهوا: «الفرق بين وبينكم، أنكم تتحدثون عن القضية الفلسطينية بشعارات رومانسية، أما أنا فطبقتها واقعيا، لأن زواجى من فلسطينية يعنى أن اسم فلسطين لن يغيب يوما عنى وعن بيتى، أى ستبقى القضية مطروحة، سأبكى وأضحك على فلسطين حين أريد، وسأعيش فى مناخ أسرى يساعدنى على أن أعرف الفرق بين من يخون ومن يصون، ومن يحب فلسطين بجد، ومن يتاجر بها».

حالة صديقى كان يقابلها حالة صديق فلسطينى اسمه خليل من خان يونس، تكونت صداقتنا فى دراستنا الجامعية بجامعة القاهرة، وكان نقاشنا لا ينقطع فى كل شىء، وذات مرة قال لى: «أمنيتى أن أتزوج 22 سيدة بواقع واحدة من كل بلد عربى، وأنجب منهن 100 ينضمون إلى منظمة التحرير الفلسطينية، فأحقق الوحدة العربية على طريقتى، وأعطى نموذجا فى مقاومة إسرائيل يعجز الحكام العرب عن تحقيقه»، كان «خليل يطرح أمنيته ولفرط توحده معها كنت أظن أنه يمكنه تحقيقها، وزاد خيالى أحيانا بأن طرحت سؤالى: «ماذا لو تحققت أمنية صديقى خليل بالفعل كما تحققت أمنية صديقى الذى تزوج من فلسطينية؟ وماذا لو فعلها مثلا مائة ألف شاب فلسطينى أو مائتين تزوجوا جميعا بنفس طريقة حلم «خليل».

الحالة كلها بما تحتويه من خيال وواقع كانت ترجمة حقيقة للحالة الفلسطينية بداخلنا، حالة كان من السهل فيها أن تسأل طفلا مصريا: «نفسك تكون إيه؟»، فيرد عليك بكل ثقة: «نفسى أبقى فدائى»، فحالة الفدائى الفلسطينى كانت تعبر عن بطل يدوخ الإسرائيليين، وصورته كانت تعكس عطاء إنسانيا نبيلا، يجعلنا نسمع إلى أمنيات أطفالنا بحب وجمال وثقة فى الغد الذى سيأتى لنا بالنصر.

صديقى المصرى مازال محتفظا بنضارته فى النظرة للقضية الفلسطينية، ولم يتأثر بما حدث من تحولات درامية فى المنطقة، ويؤكد أن رهانه المبكر كان صحيحا، لكن لا أعرف أين ذهب «خليل» ابن خان يونس وصديق دراستى الجامعية، وهل هو مازال على قيد الحياة أم سقط شهيدا برصاص الاحتلال الإسرائيلى البغيض؟ وتذكرت الاثنين وأنا أتابع سخافة كلام يطرحه البعض بأن المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، زوجته من أصول فلسطينية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة