أحمد الغرباوى يكتب: رســـائـل بــحر

الأسماك عذروات أسيرات يشردن من اغتصاب العنف.. ساكنة هى الريح.. تكمن فى غضب.. ولا تثور فى اليم موجاً.. تهرب من اشتياق الماء إليها.. ولاشىء غير السكون.. لازبد يقبل الرمال ولارقص على أنغام الخرير..!!

عروس دون طرحة زفاف.. وزفاف أخرس.. صمت.. سكون بارد بلاجمال..!
حزين هو البحر..
(بسَ مش عارف ليه) البحر حزين ..؟
,,,,
حزينة هى الرمال..!
تفتقد تشييد القصور بأنامل العشاق.. وتهفو ذراتها لسَاقطها فى الحفر برقة أصابع المحبين.. وفى شوق لبعثرتها يميناً ويساراً.. لتأرجحها بمداعبة أظافر الحسناوات.. محرومة هى من دفء حرارة لمسات فتى وفتاة فى شهر العسل.. الرمال عارية من ود وألفة غشية الخجل واحمرار وجه عذراء تستقبل أول اعتراف صادق بالحب..!
,,,,
تخشى الرمال أن تتحول من مرتع للجمال ومأوى للعشق ومأدبة للسحر وفرشا لإبداع الهوى ومداعبات الجوى.. تخشى ألا تكون ستراً حريراً لبراءة الحب وعبث الصغار..!
تتهيب وترتجف هى الرمال الحزينة من أن تتحول إلى ذرات تراب يوم يحرق دمع اليم ميه ويلصَ اللابشر ابتسام موجه.. ويلوثون بياض زبده ونتف قطنه..!
فيجف الماء.. ولايبقى.. لايبقى من البحر غير ( الملح )..!
يستخدمونه فى طعامهم.. وتمتلئ بطونهم.. وتنتفخ أوداجهم.. فتختنق أرواحهم.. ولاتجد لأجمل إحساس وأرق شعور.. لامكان لهما فى القلب..!
فتهرب بعيداً بعيداً..
يفر الجمال حيث أمكنة أخرى وأزمنة غير حاضرة..!
وكل الذى يرحل لايعود ..,
وإن عاد – أيضاً- لايعود..!
حزينة هى الرمال..!
حزين هو البحر..!
و( لسَه) البحر حزين..,
و( مش عارف) يابحر.. ( ليه) أنت حزين ..!؟