سماحة السلطات المصرية هى التى دفعت للإفراج عن الدبلوماسى القطرى الحشاش، الذى ضُبطت بحوزته تسعة جرامات حشيش فى علبة سجائر، ادعى أنها لزوم المزاج والاستخدام الشخصى، وحضر مسؤولو السفارة وقدم اعتذارا وغادر غير مأسوف عليه، وبالطبع لو كانت الواقعة لدبلوماسى مصرى فى قطر، لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها تشهيرا وتشنيعا، وخصصت «جزيرة الشيطان» ساعات للحديث عن إدمان المصريين للمخدرات هروبا من قانون الإرهاب، وبحثا عن شرعية الرئيس المعزول وسط الدخان الأزرق، خصوصا المأفون الإخوانى التونسى محمد كريشان مذيع الجزيرة، الذى لا يترك صغيرة ولا كبيرة الا وهاجم فيها مصر والمصريين، بلغة فجة وأسلوب قبيح وكأن بينه وبين هذا البلد «تار بايت»، بتكشيرة وجهه وتقطيب حاجبيه و«تناكة» نطقه للكلمات.
كنت أتمنى أن يتم القبض على الدبلوماسى القطرى الحشاش، ويوضع فى يديه الحديد، مثل ياسمين النرش، ويقدم لمحاكمة عاجلة، لأنه ليس على رأسه ريشة ولا هو فوق القانون، ولكن أنقذته حصانته الدبلوماسية من المحاكمة فركب الطائرة بدلا من البوكس، وسافر إلى اليونان مستمتعا بالخضرة والمياه والوجه الحسن، بدلا من الذهاب إلى طرة فى عز النار، مستجيرا من البرش وهواء المروحة الساخن، واستفاد من الأخلاق المصرية الرفيعة فلم تشهر به، ولم تنشر صوره وفيديوهاته على مواقع التواصل الاجتماعى، ولو كان فى أى بلد آخر كان زمانه فى خبر كان.
قطر دولة متآمرة وجاحدة ولا تحفظ معروفا ولا جميلا، ولا تنتظروا خطاب شكر من الخارجية القطرية لنظيرتها المصرية، تثنى فيه على حسن المعاملة والتحلى بروح القانون، والرغبة فى الحفاظ على هيبة الوظيفة الدبلوماسية، وعدم الإقلال من شأن شاغليها مثل هذا الحشاش، قطر دولة قصيرة وتريد أن تصبح طويلة بالهجوم على مصر وتآمرها فى سوريا وليبيا، وبدلا من أن تبحث لها عن مكان بين الكبار، بفعل الخير ولم الشمل ونظافة الدور، تمتهن الشر وتسلك دروب الشياطين، أما مصر فهى كبيرة بأخلاقها وارتفاعها عن الصغائر، وبسعيها الدائم نحو رأب الصدع ولم الشمل، وتهدئة الأزمات حتى لو كان المتهم «دبلوماسى حشاش».