ويتناول الكتاب أحوال ومآلات التعليم الفلسفى، واقعًا ومستقبلا، ومناهجه، وطرائق تدريسه فى البلدان العربية؛ مقارنة بحال الفلسفة فى العقود الماضية، وبأحوال الدول المتقدمة الآن.
ولكون شعار اليونسكو هو "الفلسفة مدرسة للتضامن" فقد درس الكتاب الذى أعده مجموعة من الباحثين ما نجم عن الانفجارات العربية الفوضوية قبل أربع سنوات؛ وسرقة المتأسلمين للأوطان العربية، وتغييرها لأنظمة التعليم والحكم، وتغليبها لسياسات: الإلغاء، والمنع، والحجر، والوصاية، والإقصاء، والرقابة، والتلقين؛ فقد حُورِبتْ الفلسفة فى كل البلاد العربية؛ بدعوى التكفير، والهرطقة، والتخوين، والعمالة.
وفى هذا الإطار يقول الدكتور عفيف عثمان تحت عنوان "حال التعليم العربى" فى رصده، وتتبعه، ولمحاربة هذه الظاهرة المرضية الخطيرة: "يبدو أن كلمة أزمة؛ لم تعد كافية لتوصيف حال التعليم العربي؛ إذ يستخدم الآن فى ظل الأوضاع المستجدة فى ما يسمى بلدان الربيع العربى تعبير"إبادة التعليم" ومظاهره كثيرة منها خفض الإنفاق فى ميزانيات التعليم؛ لاسيما على البحوث، وتدخل السلطات السافر فى المناهج وتديينها، والاهتمام بقشور المعرفة الدينية؛ من دون جوهرها، وتقديس النقل من دون تساؤل وتفكير إلى الإرهاب الأصولى القامع لحرية التفكير، والتعبير".
وتقول ريتا فرج فى تقديمها للكتاب؛ أن العرب شهدوا منذ انفجار الحراك الاحتجاجى أواخر عام 2010م: "هيجا دينيًا أصوليًا عُنفيًا عير مسبوق؛ كشف عن عمق تجذُّر الوعى الجمعى الدينى لدى الجماعات، وبرهن على حجم تمدد حركات العنف الدينى فى طيات تاريخنا، وواقعنا المأزوم ويتبادر إلى عقلنا السؤال التالى: كيف يمكن فهم وتفكيك ما يجرى عندنا من زاوية السؤال الفلسفي؟! وإلى أى حد أسهم تديين مناهج التعليم، ومحاربة الفلسفة؛ تغييبًا وتحريمًا فى تكريس الدوافع البقائية للعقل العربى الإقصائى السلفى فى بنيته، ورؤيته للماضى والحاضر، والمستقبل؟.
وانتهى الدكتور عفيف عثمان إلى حقيقة يجب على العرب التأكيد عليها، وهى "أن الفلسفة ضرورة للحياة، والفهم، فما تزال الحاجة تتجدد للفلسفة، وتتردد فى كل زمان ومكان، فهى لا تنى تدافع عن نفسها، وتبرر ديمومتها بعناوين مختلفة، وتندفع كالسيل الجارف؛ حتى نلجأ إليها؛ لكى نجد فيها العزاء والسلوى.
ويرى صلاح حسن رشيد أنه؛ "إذا كانت الفلسفة ضرورة فى الماضي؛ فإنها اليوم أكثر من ضرورة؛ فالعقليات الرجعية من حولنا؛ والإرهاب المتأسلم يحاصرنا، ويحصدنا، والعواصم العربية تسقط الواحدة تلو الأخرى تحت سيطرة ميليشيات أصحاب اللِّحى الطويلة، والعقول الحقيرة، والأجندات غير الوطنية، ولا العربية ولا حل لاستئصالهم؛ إلا بالعقل، وإعمال الفلسفة، والفكر.
موضوعات متعلقة..
روسيا تسرق حقوق الملكية الفكرية وتنشر الكتب دون إذن أصحابها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة