هل كانت لحظات عابرة، هل كانت ذكريات جميلة حفرها الزمان داخلنا، هل كانت أحلامنا فى هذا التوقيت واقعية أم أننا كنا نريد للزمن أن يمر بأى شكل وبأى طريقة، وأن نصبح كبارا، إنها الخديعة الكبرى.
مر الزمان وأصبحنا كبارا وحملنا المسئولية التى كنا نستهين بها ونحن أطفال ونسخر من آبائنا ونهاجمهم أحيانا بكل قسوة، ونطلب ما نريد دون أى تفكير فى تكلفته. كنا نلعب ونلهو وهم فى واد آخر يبذلون كل ما فى وسعهم من أجلنا، عرفنا الآن لماذا هذه التجاعيد التى ظهرت على وجوههم من قسوة الحياة التى تحملوها من أجلنا، سهروا الليالى أثناء المذاكرة والامتحانات وكنا نتعجب من ذلك، حملونا على الأعناق كثيرا، كنا نرى دموع الفرحة عندما ننجح ونتساءل لماذا ولا نعرف الإجابة، يدافعون عنا دائما، يشاركوننا كل ما نتعرض له ويتعرضون للأذى أحيانا بسببنا، كانوا حائط الصد الذى كنا نختبئ خلفه.
نعم كنا نرى كل هذا ولكن لا نعرف قيمته، وكنا نحلم أن تمر السنوات ونتزوج ونصبح آباء وأمهات، معتقدين أنه أمر سهل، وأننا سنصبح أكثر نجاحا منهم ولكننا اكتشفنا الحقيقة أنها كانت أجمل سنوات العمر عندما كنا أطفالا فى أحضانهم عرفنا قدرهم واكتشفنا قيمتهم، شعرنا بهم بعد كل هذه السنوات، وتتجلى هنا الآية الكريمة {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أو كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِى نُفُوسِكُمْ أن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا } {الإسراء/23-25}. فهى رسالة إلى كل الأطفال والشباب انتبهوا وحاولوا أن تنالوا رضاهم، لقد اختصهم الله عز وجل بذكرهم بعد عبادته، بالإحسان إليهم وداخل الإحسان تجد الرحمة والعطف ورد الجميل والمودة وتحمل مرضهم وعصبيتهم ومهما نفعل فلن نوفيهم حقهم، فبرضاهم عنك تنال ما لم تكن تتوقع أن تناله من خير الدنيا والآخرة وتتفتح أمامك أبواب الرزق والأمل.
طفل - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة