غريبة ومضحكة وشاذة ولا يمكن تطبيقها، هذا هو التعليق المناسب على الفتاوى والاقتراحات التى تطالب بمواجهة التطرف والإرهاب والفتاوى الشاذة بإنشاء مراكز ثقافية وسينمات ومسارح داخل المساجد، ويبدو أن المشايخ الذين يطلقون مثل هذه الاقتراحات كانوا نائمين طوال السنوات الماضية واستيقظوا فجأة على توجه الدولة لتصويب الخطاب الدينى وسد الثغرات التى ينفذ منها المتطرفون والإرهابيون.
هل يريد هؤلاء الشيوخ إنشاء نوعيات جديدة من دور العبادة «ميكس» تجمع بين المسجد والمسرح والسينما مثلا، كأن يكون لدينا مسجد وسينما الفضيلة أو مسجد ومسرح الوسطية؟ وهل من المفروض أن يلتقى المصلون فى صلاة المغرب أم حفلة الساعة 7، وإذا تقابل اثنان واحد رايح يصلى والثانى يشاهد الفيلم هل من حق المشاهد أن يجلس فى استراحة المسجد؟ المفروض يبقى فى المسجد كافتيريا بالمرة حتى لا ينتظر المشاهدون بالخارج بدل الدخول للمسجد ومن الممكن إنشاء ركن للمدخنين بالكافتيريا داخل المسجد!
المتطرفون والإرهابيون الآن يكسبون نقاطا بمثل هذه التصريحات اللاعقلانية حول إضافة سينمات ومسارح وندوات ثقافية بالمساجد، ولعلهم يحرضون أنصارهم لاجتذاب مزيد من الشباب الغافل والمتحمس عبر اتهام الدولة بالسعى لتحويل المساجد إلى مراقص أو سينمات تعرض الأفلام الخليعة أو مسارح تقدم المسرحيات التى تنتزع الضحكات الهيستيرية من المتفرجين بدل حالة الخشوع التى تتملك المصلين داخل المساجد، ومثل هذه التصريحات نفسها تكشف لنا لماذا ابتلينا بأمراض التطرف والإرهاب، ولماذا دخل شبابنا فى تنظيمات قاتلة ومأجورة مثل داعش وأنصار بيت المقدس والإخوان والجماعة الإسلامية، لأن التعليم الدينى لدينا يخرج جهلاء وغير متمكنين فى الأغلب من العلوم الشرعية ولا يعرفون كيف يواجهون تحديات العصر الذى يعيشون فيه بخطاب دينى متوازن ومقنع يحض على صلاح الدين والدنيا.
بدل التطرف فى إطلاق التصريحات الخيالية حول الإصلاح الشكلى للخطاب الدينى، ياليتنا نبذل مجهودا فى إصلاح المناهج بالمعاهد والجامعات الدينية التى تخرج لنا متشددين ظلاميين، ويا ليتنا نسيطر على كافة المساجد والزوايا القائمة وخصوصا مساجد الجمعيات الشرعية والجبهة السلفية والدعوة السلفية والزوايا المهجورة فى الريف والمساجد الضرار تحت العمارات فى المناطق العشوائية، نسيطر بالخطاب المعتدل الحسن الذى يستطيع اجتذاب الشباب وتوعيتهم كيف يشقون طريقهم فى الدنيا كأنهم يعيشون أبدا بدل خطاب الموت والقتل الجماعى وكراهية الحياة، الذى نجح المتطرفون فى نشره، والله أعلم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة