فوجئت بأن معظم التعليقات على صفحتى فى «فيس بوك» من فتيات ونساء وبنات يؤيدن بشدة زواج سعيد طرابيك من فتاة تصغره بثلاثين عامًا، وليس لدى تفسير غير أن بنات اليوم كفرن بشباب اليوم، وتفضل البنت الارتباط بمن يكبرها سنًا، لأنها تبحث عن «رجل» لا يرتدى «بنطلون محزق» مثلها، ولا يربى «ديل حصان» أو يحلق رأسه بـ«الموس»، ويتنصل من مسؤولية رعايتها وأولادها والإنفاق عليهم،
فزادت معدلات الطلاق بشكل رهيب، وشباب اليوم يرفعون شعار «اللى تخده ببلاش ليه تدفع فيه فلوس»، ويكبّروا دماغهم فى كل شىء، فأصبحت البنات فى منتهى القسوة والشراسة والرغبة فى السيطرة، حتى جاءت «سارة» زوجة سعيد طرابيك وقررت أن تقلب المائدة، وتتزوج ممن فى سن والدها، وتفتح شهية بنات جيلها للزواج من كبار السن.
لكن من منكم فى جرأة سعيد طرابيك الذى حطم الاستسلام، وقرر أن يحب ويعشق ويتزوج فى سن يعتبرها كثيرون نهاية وليست بداية، ويهتمون بالقبور وليس أعشاش الزوجية، باستثناء بعض الشيوخ العواجيز الباحثين عن بنت 14، ويعيد طرابيك تدشين مقولة: «القلب لا يشيب»، رغم أن الثابت فى وجدان أهل الشرق هو «الحب فى الستين مشى ع الطين»، ولى صديق فيلسوف دائمًا يقول: «بعد الستين الرجل يحتاج لزوجة تدفى ظهره بالقربة السخنة وكريم فولتارين، وتقول له كل ما يكح صحة وعافية، وتشغل أغنية إسماعيل ياسين «الحب بهدلة، خلانى اندله، بهدلى صحتى، ولا حول.. ولا ولا ولا».
سر الضجة هو عجز الرجال المتأثرين بأفكار فحولة الجسد، وليس فحولة القلب، وأخرست مشاغل الحياة ألسنة الأزواج عن الكلام الحلو اللى يقوله طرابيك لسارة، والمرأة تريد الاثنين معًا، الخبز والحب، وسقطت شماعة «سى السيد» الذى يدخل على زوجته ببطيخة وجورنال، فتستقبله بالطعام والأحضان وقميص النوم والبرفان، فهى تعمل وتكد وتشقى وترعى الأولاد، وتحثه على أن يشعر بها ويقدر تضحياتها، ولا مجيب.. فما المانع أن تكون المرأة هى الداعم المعنوى لزواج طرابيك وسارة، استحضارًا لروح «أحمد ومنى».