شكل العلاقات بين المسلمين هو شىء جوهرى وحيوى، لأنها تمثل ركنًا أساسيًا فى حركة المجتمع، وفى ترابطه، وفى تكافله، وفى نجاحه، وفى رقيه وتقدمه. فأولًا «المسلم أخو المسلم»، وبالتالى فالأخ لا يضر أخاه، ويسعى بكل الصدق والعزم والحزم أن يقدم له يد المساعدة والعون على كل المستويات الاجتماعية والأسرية والوظيفية، ولا يبخل على أخيه بما يزيد سعادته واستقراره فى حياته، كما أنه يكون فى عونه فى الشدائد والأزمات «كان الله فى عون العبد مادام العبد فى عون أخيه»، فبين المسلمين لا يوجد كبر أو تعال، بل تواضع وتعاون وتكافل، هكذا كان السلف الصالح، وهكذا حثنا رسول الله عليه الصلاة والسلام على عدم ترك المسلم أخاه المسلم يواجه مشاكل الحياة بمفرده «ما آمن بى من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم»، وقام الإسلام بإلغاء الأنانية من حياة المسلم، ومن المجتمع، وقدم للبشرية مجتمع التكافل، قال سيد المرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام «ظل جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».
كل هذا الدعم والمساندة المادية والمعنوية من المسلم لأخيه المسلم ترجع إلى سيرهما معًا فى طريق الله سبحانه وتعالى، الخالق الأعظم، والطريق الذى يرضى عنه حبيب الله سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود فى الكفر كما يكره أن يلقى فى النار»، فحب المسلم لأخيه المسلم هو جزء حيوى فى العقيدة، فقد قال سيد الخلق عليه الصلاة والسلام «من أحب أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله».
لقد رفض الإسلام الرذيلة والبخل فى كل صوره، المعنوى والمادى، ورفض الأنانيه لأنها عقيدة الماديين الذين يثقون فى الماديات، ولا يثقون فى عطاء الله العزيز الحكيم الكريم العاطى الوهاب.. قال سيدنا محمد، أحمد الخلق، صلى الله عليه وسلم «من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة