زوار دير درنكة بأسيوط يروون حكايات "ظهور السيدة مريم ومعجزات الشفاء ولعنة الجبل تحل على من يشكك فى سرها"..الأقباط يختتمون صوم العذراء بصعود مغارتها الأثرية..يرفعون الصلوات ويقدمون النذور طلبًا للشفاء

الأحد، 23 أغسطس 2015 01:29 ص
زوار دير درنكة بأسيوط يروون حكايات "ظهور السيدة مريم ومعجزات الشفاء ولعنة الجبل تحل على من يشكك فى سرها"..الأقباط يختتمون صوم العذراء بصعود مغارتها الأثرية..يرفعون الصلوات ويقدمون النذور طلبًا للشفاء زوار دير درنكة باسيوط
كتبت: سارة علام تصوير: ماهر إسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هنا جبل درنكة، موطئ العذراء وابنها المسيح، جاءته أم النور هربًا تركت فى ترابه سرًا وبركة.. من هنا بدأت رحلة العودة، العائلة المقدسة تأتيه مختبئة خائفة وهاربة تعبر صحراء إلى أخرى، تنام فى مغاراته، تترك لنا بعض منها، نور لا يمحوه زمن، ولا تغيره عصور، فى ذكراها يتجدد الصوم، وفى نهايته، يصعد الناس الجبل يكتبون الرسائل، ويذبحون النذور، يرفعون الأكف بالدعاء، تراهم العذراء، ولا يخذل الله لأجلها أحدًا.

"اليوم السابع" صعد إلى حضن الجبل وقض الليلة الأخيرة فى الصوم بين العذراء وأهلها، الصوم الذى بدأ فى السابع من أغسطس واستمر حتى أمس الأول، تيمنًا برحلة العائلة المقدسة من فلسطين إلى مستقرها الأخير بدير درنكة، حيث ينظم مولدًا للعذراء كل عام، ككل موالد المصريين يبدأ بالمراجيح وينتهى بالذبيح مرورًا بالدعاء والابتهالات.

فى الطريق إلى الجبل

على بعد 10 كيلو متر من مدينة أسيوط، يقع دير درنكة، تمر فى طريقك إليه بمقابر المدينة، المسلمون ثم الأقباط، يحب الاثنان أن يرقدا جوار موطئ العذراء، أو على مقربة منه.

تغادر المقابر، تصعد بك السيارة مرتفعًا جبليًا، يبدأ بعده زحام الدير، مراجيح وكافتريات وفنادق على الجانبين، باعة وحلوى وآلاف ينتظرون موعد الرزق سنويًا، وأضواء كثيفة، وأطفال يتهللون فرحًا، وزحام لا ينام ليلًا إلا بأوامر الأمن الحذر.

تعبر البوابة الأولى، تتوقف السيارة عن الصعود وسط قطار سيارات جاء لأم النور من كل حدب وصوب، تصعد منحدرًا جبليًا على قدميك، تحوطه بنايات مملوكة للدير، وصلبان تقف منتصبة فى السماء، البنايات المحيطة مملوكة للدير يؤجرها للزوار سنويًا، تزيد الأسعار كلما اقتربت من مغارة العذراء أكثر، وتزيد أكثر إذا طلت شرفتك على دورة العذراء التى تنطلق فى الرابعة عصرًا يوميًا، وبين الدير ومبانيه، آلاف العاشقين يفترشون الجبل بالملاءات والحصير، يتنفسون هواء سرى فيه نَفَس العذراء من قبل، يأتون بعد غياب شمس الصعيد الحارقة يبيتون ليلتهم، يستيقظون على أصوات أجراس الكنائس الكثيرة تعلن بدء القداس فى السابعة صباح كل يوم، تسبقه أصوات الترانيم العذبة، تنطلق من سماعات كثيرة تغطى المنطقة كلها، وشاشات عرض عملاقة يجلس أمامها المحبون يتابعون طقوس الصلاة والعبادة إن عطلهم الزحام عن الوصول.

دورة العذراء.. قطار الشمامسة ينطلق

فى الرابعة عصرًا، تبدأ دورة دير العذراء، من أعلى الجبل حتى سفحه، ينطلق قطار الشمامسة الطويل، يحوطه الناس من اليمين واليسار، شمامسة من كل الأعمار يرتدون "التونيا"، أو ملابس الاحتفالات الكنسية الأرثوذكسية، جلباب أبيض، وشرائط حمراء مرصعة بالذهبى، القطار مزدحم بشمامسة من كل الأعمار، شماس عجوز يقترب من السبعين، وأمامه حفيده لا يتجاوز الثلاث سنوات، شمامسة شباب جامعيين وطلاب مدارس، والأسقف فى منتصف القطار كدرة التاج.

يسير القطار، يطير الحمام أعلاه، تختلط الزغاريد بالابتهالات، السلام لك يا مريم يا يمامة يا جليلة، السلام لك يا مريم يا فاضلة وأمينة، السلام لك يا مريم يا رجاء كل القلوب، السلام لك يا مريم يا نجاة من الحروب، يهلل الناس على الجانبين، يرفع الشمامسة صور العذراء مريم، والصليب، ويرفع شمامسة آخرين صورًا للعذراء تحتضن المسيح، يحاول الناس أن يحفوها بأيديهم طلبًا للنور والبركة.

فى منتصف دورة الشمامسة تمامًا، يسير الأسقف الأنبا يؤانس فى عيده الأول مع العذراء، بعد وفاة الأنبا ميخائيل، مطران أسيوط لـ68 عامًا سابقة، والذى أسس الدير وطوره على يديه حجرًا حجرًا، الأنبا يؤانس قادمًا من سكرتارية البابا شنودة للإبراشية الكبيرة المليئة بأسرار العائلة المقدسة، يضع حمامة على كتفه، يسير فى منتصف الركب وسط حاجز حديدى أزرق يحمله الشمامسة، حفاظًا على النظام وخوفًا من إفساد عرس العذراء، يمنع الحاجز الناس من ملامسة الأسقف والهجوم عليه طلبًا للبركة، ولكن أياديهم تصل إليه أيضًا دون أن يعطله الزحام عن الدوران حول الجبل والقطار من أمامه ومن خلفه.

خلف الأسقف مباشرة، يحمل شمامسة أخرين صورة أثرية للعذراء، يرجع تاريخها إلى 1500 عام وهى واحدة من مقتنيات كنيسة المغارة، بمجرد ظهورها، تلقى الحلوى عليها وعلى الشمامسة، من شرفات مساكن الدير المزدحمة بأحباب العذراء، ويرش آخرون الركب بالعطر فتفوح روائحه لتضفى على الموكب جمالًا فوق جمال.

بعد مرور الأسقف يمر الأكليروس، الآباء الكهنة والرهبان والمكرسين، وأصحاب الرتب الكنسية كلها.

كل يحب العذراء على طريقته.. شمامسة وراهبات الحبشة يحتفلون رقصًا

وراء موكب الأكليروس، تظهر مواكب القادمين من الحبشة، شمامسة وراهبات أثيوبيا وأريتريا الأرثوذكس، التابعين للكنيسة المصرية، ترتدى النساء ملابس بيضاء وحجاب أبيض كملابس إحرام المسلمين، يقودهم رجال سود يقرعون الطبول والدفوف الإفريقية الكبيرة كتلك التى نراها فى مباريات كرة القدم الإفريقية، يحتفلون بالعذراء، رقصًا يهزون الأجساد والرؤوس فى طقس كرنفالى بهيج.

أما الراهبات الحبشيات، يرتدين ملابس زرقاء موشومة بالصليب من المنتصف، يشاركن الموكب الرقص والابتهال باللغة الأمهرية، لا تميز من لهجتهم سوى "مريم" اسم العذراء، عابرًا للغات وللحواجز والزمن.

يعبر الموكب ويلف دورة كاملة حول الدير، تنتهى بكنيسة المغارة التى تركت فيها العذراء آثارها.

يختتم الأنبا يوأنس الاحتفال ويقول لشعبه "كل عام وأنتم بخير ببركة أم النور تتدبر كل الأمور" يهلل الناس فرحًا وصدقًا، وتعود الترانيم لتصعد إلى السماء مرة أخرى.

فى كنيسة المغارة.. آثار العذراء تنير الطريق

تصعد فى الجبل أكثر، كنائس كثيرة حولك، ترى كنيسة المغارة، موطأ قدم العذراء وطفلها المسيح، ويوسف النجار مرشد الرحلة ودليلها.

داخل المغارة، مجسم للعذراء، تقف بزيها الأزرق، تفتح ذراعيها لزوارها حبًا ونورًا، تزغرد لها سيدة "شا الله يا أم النور شا الله يا عدرا مريم " تخرج من حقيبتها عقدًا طويلًا، صنعته بإيديها من ربع الجنيه القديم ذو الفتحة فى المنتصف، تلبسه للعذراء وتزغرد لها، تعدها أن تصنع لها عقدًا من الجنيهات العام المقبل، يقول زوجها مخاطبًا العذراء "لو أملك أعملك عقد دهب يا عدرا".

من السقف تتدلى صور العذراء، وقديسين كثر، استشهدوا فداء للمسيحية فى حروبها الكثيرة مع الوثنيين، وعلى اليمين ترى أحواض ثلاثة كبيرة محاطة بالرخام، يعلوها الصليب الخشبى، تجاورها آنية ألمونيوم صغيرة تمتلئ بزيت الميرون المقدس، الأحواض مخصصة لطقس التعميد، يدخل من خلالها مواليد جدد إلى المسيحية بعدما يغطسون فى الماء بيد الكاهن ثلاث مرات، وتدهن أجسادهم بزيت الميرون.

وعلى العكس من كل الكنائس، التى يوضع الهيكل فى آخرها، ينتصب هيكل كنيسة المغارة فى منتصفها محاطًا بسياج خشبى، يقف أمامه الأقباط يتضرعون.

يسار الهيكل، ترى طابورًا طويلًا، أمام مزار مغلق بسور حديدى أخر، وحوله خدام الكنيسة ينظمون الصفوف، هو مزار العذراء، وجحر اختبائها، بداخله صورة آثرية لها وورود وحمامتين محبوستين ولا يفكران فى الطيران بعيدًا عنها، وصندوق نذور خشبى يضع فيه العاشقين النذر ويطلبون مطالبهم من شفيعة المستحيلات فيلبى الله، جوار النذر أوراقًا صغيرة، مطالب وأسرار الزوار، كتبوها على ورق، سجلوا أمانيهم، أخرجوها من القلب إلى الورق حتى تشهد العذراء على توسلهم لها.

وعلى يسار المغارة، مغارة أخرى يتكرر فيها المشهد نفسه، وتختلف صورة العذراء داخلها عن التى تضمها المغارة الأخرى.

ويقول الراهب لوقا أمين الدير لـ"اليوم السابع"، أن دير العذراء يستقبل مليون زائر سنويًا حيث يتولى خدام الكنيسة والمتطوعين تنظيم عمليات دخول وخروج الزوار، بينما تتولى وزارة الداخلية العمل خارج الدير بخدمات أمنية.

أكد أمين الدير، أن المكان كان عبارة عن مغارة فرعونية فرغها الفراعنة من الحجارة حيث كانت مختبئًا لهم من الفيضان، حيث يعود تاريخها إلى 4500 سنة، وحين جاءت العائلة المقدسة إلى مصر، احتمت بها حيث كانت أسيوط فى هذا الوقت عاصمة الاقليم، وقررت العائلة المقدسة أن تستقل مركبًا منها وتعود إلى فلسطين مرة أخرى.

وأشار الراهب القس لوقا، إلى أن وجود العائلة المقدسة بين أهالى درنكة ارتبط بالظواهر النورانية والمعجرات، وحين غادرت أقيمت أول كنيسة فى هذا المكان وهى كنيسة المغارة بالقرن الأول الميلادى، ولم تكن كنيسة كما هى الكنائس حاليا إنما كانت كنيسة بمعناها الروحى تقام فيها الصلوات والابتهالات.

وأضاف: حين ظهرت حركة الرهبنة فى القرن الرابع الهجرى بمصر، تحول هذا المكان إلى دير، وظهر بجبل درنكة أكثر من دير ظل دير درنكة عامرًا بالرهبان واندثرت بقية الأديرة ولكنها مدونة بالتاريخ القبطى، لافتا إلى أن دير درنكة كان يسمى بدير الرهبان النساخ حيث كانت حركة نسخ الكتب مزدهرة فيه.

الأنبا ميخائيل.. شيخ المطارنة الأب الروحى للدير

إلى جوار كنيسة المغارة، يرقد جسد الأنبا ميخائيل مطران أسيوط الذى رحل العام الماضى، وكان يلقب بشيخ المطارنة حيث جرى ترسيمه أسقفا على أسيوط عام 1927 بيد البابا يوساب الثانى، فكان أقدم مطارنة الكنيسة الأحياء حتى رحل، ويذكر إنه كان يرفض الصلاة خارج إبراشيته حتى إنه رفض تلقى العلاج فى الخارج حتى توفى، ودفن إلى جوار مغارة العذراء كما أوصى قبل وفاته.

خصص الدير إلى جوار ضريحه، متحفًا صغيرًا لمقتنياته، على اليمين ترى، "التونيا" البيضاء التى كان يقود بها صلوات الاحتفالات والأعياد، إلى جوار ملابسه السوداء وهى ملابس النسك ، وعمامة المطران، ومقتنيات قليلة تركها رجل زاهد لم يسعى إلا إلى خدمة شعبه فأخلصوا له، وتزاحموا أمام مزاره.

ترى سيدة تلقن ابنها الصغير السلام على القديس والصلاة أمامه، وتلمح رجلًا، يركع على قبره ويقبله، وسيدة تصيح "خليك معانا يا سيدنا ميخائيل"، فوق ضريحه ترك الناس أمنياتهم فى أوراق صغيرة تمامًا كما فعلوا مع العذراء.

أسرار المصريين فى رسائلهم للقديسين

فى أوراق المصريين، ورسائلهم إلى العذراء أمنيات بسيطة، ومطالب بالرحمة والشفاء والحب، تشير أم مينا، إلى فتاة متعلمة أن تكتب لها خطابًا إلى العذراء، تملى عليها "مينا يحب أمه زى ما المسيح حب مريم"، أما مايكل، يكتب "أنا وميرا تتحل مشاكلنا ببركة العذراء ونفضل مع بعض على طول ببركة أم النور آمين"، فتعلم أن خلافات تدب بينه وبين خطيبته تستلزم تدخل العذراء لحلها.

الرسالة الثالثة كتبتها كرستين" أن تشفى خالى عماد يا عذراء وتعطيه بنت الحلال"

أم عماد كتبت الرسالة الرابعة "يعوض ربنا عليكى يا دينا ويديكى عيل بشفاعتك يا أم النور، وبركة الأنبا ميخائيل"

فى مذبح النذور

فى أحد المبانى الملحقة بالكنيسة، يشير سهم إلى مذبح النذور، وقبل أن تقترب منه ستزكم روائح الذبائح أنفك، المذبح يستقبل فى اليوم الأخير ما يزيد عن ألف رأس ماشية ما بين ذبائح كبيرة مثل العجول، وذبائح صغيرة كالجدى والماعز، كما يقول صدقى جزار المذبح.

ويضيف: "يأتى إلينا مسلمون وأقباط يذبحون النذور ويوزعونها على فقراء الدير ويتبرع بعضهم إلى الكنيسة لكى توزع بمعرفتها على الفقراء المقيدين لديها، ويؤكد أن النذر يشفى المريض ويحقق الرجاء.

أساطير حول العذراء

محبة العذراء، تنقل الناس من الحقيقة إلى الأسطورة، ومن الأسطورة إلى النور، خاصة مع ظهور العذراء عامى 2012، و2013 فى هذا المكان، حيث أبرقت صورتها الآثرية وطار الحمام فوق الكنيسة، وجرى الناس لمشاهدتها وهى الظاهرة التى حظيت باعتراف المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

يروى المقدس خليل بعض من أساطير حول العذراء فيقول، إنه أثناء أعمال تجديد الدير التى كان يقودها الأنبا ميخائيل منذ سنوات، صعد بلدوزر عملاق إلى الجبل، ثم انقلب براكبه، وهرع الرهبان لمساعدته وفوجئ إنه حى يرزق، ببركة العذراء التى جاء ليطور ديرها ومزارها.

ويتابع، "العذراء تغضب أيضًا، سخر أحدهم من الدير ومن العذراء وقال لنا كيف تظهر العذراء أنتم واهمون، فسقطت صخرة من الجبل على رأسه ولقى مصرعه.

ويؤكد أن أعمال تطوير الدير كانت تواجه صعوبات فى الجبل الوعر، دفعت الأنبا ميخائيل للاستعانة بلجنة هندسية لإزالة صخرة عالقة تعوق عمليات التطوير، وأخبرته اللجنة أن الصخرة لن تسقط إلا بتفجيرها بالديناميت مما يعرض المغارة الأثرية للخطر، فرفع الأنبا ميخائيل الصلوات حتى سقطت الصخرة فجأة وتحركت من مكانها.

تسابيح حتى الصباح

يظهر الأنبا يؤانس فى مسرح قريب من كنيسة المغارة مرة أخرى ليلقى عظته، يختار الحمامة رمز العذراء، الوديعة، يقول إنها ترمز إلى حياة الود والطهارة والوداعة، كالعذراء مريم وتطير فى أسراب، تتسم بالنظام والتآلف مع الآخرين فى الوقت نفسه، ينهى الأنبا يوأنس عظته، يعود بعدها بساعتين، يرفع تسابيحه إلى السماء من منتصف الليل حتى الصباح، وفى السابعة صباحا تدق أجراس الكنيسة تعلن الإفطار وصلوات القداس، بداية العيد وختام الصوم.



اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015

اليوم السابع -8 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة