قصد «شفيق أحمد على» ربه فى كل شىء، فمنحه محبة الناس الذين عاش لهم وبهم، وتلك أعظم مكافأة يمنحها الله لعبده.
لم يفقد بوصلته يوما، فهو الثائر للحق طالما احتاج الحق إلى ثورة، وهو السند للجمال أملا فى طول بقائه، وهو الملبى لندائك إن ناديته من أجل العدل.
كان حظى طيبا لأننى عرفته منذ بدايتى الصحفية فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى، وكان هو نجما بتحقيقاته الصحفية فى قضايا الفساد، والتى تميزت بنشرها صحيفة الأهالى لسان حال حزب التجمع، ولا أنسى له حوارا صحفيا مع رجل الأعمال حسام أبو الفتوح وكان وقتها نجما طالعا فى عالم البزنس، وقدمه وقتها كنموذج للأثرياء الجدد الذين أفرزتهم مرحلة الانفتاح الاقتصادى الذى انتهجه السادات منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى.
سمعته يتحدث عن هذا الحوار وكواليسه، وكيف كانت مشاعره وهو صحفى يعيش فى حجرة وصالة، بينما يتحدث رجل الأعمال بملايينه، وقال كلاما كثيرا يومها عن الفقراء والعدل الاجتماعى، والناس اللى فوق، والناس اللى تحت، وجمال عبد الناصر وأنور السادات، وأشياء أخرى كان يذكرها من أعماقه.
صاحبته فيما بعد فى موقف آخر خاص بالشهيد سعد إدريس حلاوة ابن قرية أجهور الكبرى، مركز طوخ قليوبية، وهى قريبة من قريتى كوم الآطرون، وقام سعد بالاعتصام فى الوحدة المحلية بقريته واحتجز عدد من موظفيها، فى نفس اليوم الذى ارتفع فيه العلم الصهيونى فى سماء القاهرة واستئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، واتخذ سعد موقفه مطالبا بطرد السفير الصهيونى من مصر، فجن السادات ونزل وزير الداخلية اللواء النبوى إسماعيل شخصيا لقيادة فض الاعتصام وتصفية سعد.
أخذ شفيق على عاتقه مهمة إنصاف «سعد» وتقديمه إلى المصريين بالرواية الإنسانية والسياسية الصحيحة، بعد أن قدمته «الداخلية» كمريض نفسى، وظل يجوب ويصول ويقلب كل المعلومات، وذهب بصحبة القيادى الناصرى الراحل محمد بركات المحامى وابن طوخ إلى أجهور الكبرى محاورا أقارب سعد وعمه نائب العمدة الذى تأثر به سعد فى حياته، وانتهى كل ذلك إلى كتابه «سعد إدريس حلاوة»، ولم يبحث من ورائه عن ربح مادى، وأعرف أنه وزع منه مئات النسخ مجانا.
فى عام 1987 ذهبت معه ومحمد بركات وحمدين صباحى إلى «أجهور الكبرى» بغرض تنظيم مؤتمر جماهيرى فى ذكرى استشهاد سعد، ومن يومها تعمقت معرفتى به بوجه سياسى اتسع فيما بعد بعلاقة صحفية وإنسانية فى جريدة العربى أفادنى فيها كثيرا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة