الفنان محمد رمضان صار نجم الشباك ومعشوق الشباب، يقلدون حركاته وقصة شعره، وطريقته فى الكلام التى هى خليط من الصعيدية والشعبية، ويبدو أنه حقق نجوميته الكاسحة، لتشابه ملامحه مع الجيل الجديد، خصوصا النحافة ولون البشرة الأسمر والشهامة والمجدعة وأخلاق أولاد البلد، وكل جيل يختار الفنان المعبر عنه، ففى الستينيات كان فؤاد المهندس نموذجا لدولة الموظفين فأحبوه وعشقوا فنه، وفى السبعينيات قفز عادل إمام للقمة معبرا عن أبناء البلد الكسيبة الصنايعية والحرفيين بجانب قضايا الإرهاب، وانتقلت الراية الآن لمحمد رمضان أو «حبيشة»، وجذب قطاعات كبيرة من الشباب.
فيلمه الأخير «شد أجزاء»، حقق المعادلة الصعبة بالجمع بين «الأداء التمثيلى» و«الجمهور عايز كده»، وتدور القصة حول ضابط شرطة»، قرر أن يأخذ ثأر زوجته بيديه، بعد مقتلها على يد عصابة من أصحاب النفوذ، واختار أن ينحى القانون جانبا، لأنه «مش هيجيب حقى»، وأن يخلع بدلته الميرى ويرتدى ملابس الفتوات والأباضيات، ويقوم بتصفية عصابة أصحاب الفساد والنفوذ الذين قتلوا زوجته، على الطريقة الهندية، وطبعا فى الأفلام الهندية البطل لا يموت بالقنابل والمتفجرات والآلى، وإذا خرجت منه روح عادت إليه عشرة أرواح، أما الأعداء فيتساقطون مثل الفئران فى المصيدة، ومثل هذه المشاهد رغم إفراطها فى العنف، إلا أنها تجد قبولا عند نوعية معينة من الشباب.
وبعيدا عن الوعظ والإرشاد، أتمنى أن يتخلص محمد رمضان من «حبيشة»، ونرى أعمالا فنية قادمة، تضىء بهدوء المناطق المظلمة فى المجتمع، وما أكثرها الآن وتحتاج فنا رشيدا ونموذجا، بالطبع ليس على طريقة الاتحاد الاشتراكى العربى، ولكن كما كان يفعل عظماء السينما فى الخمسينات حتى منتصف الستينيات، عندما حملوا على أكتافهم القضايا الاجتماعية والسياسية، وقدموها فى قوالب درامية رائعة، تعكس صورة المجتمع بجرأة وعمق، وتقتحم المناطق الشائكة دون أن تضفى عليها مزيدا من البهارات الحراقة، لزوم الشباك وجذب المشاهدين، الآن فقد أصبحت الأفلام كالمسلسلات غارقة فى الجنس والدعارة والعنف، ورواد السينما من الشباب صغار السن، يشاهدون ويقلدون ويرتدون بنطلونات محزقة، وأحيانا لا تستطيع أن تفرق بين الولد والبنت.. فيا أيها النجم الصاعد بسرعة الصاروخ ننتظر منك الكثير.