عمر زهران يحاور المحامى المسيحى صاحب دعوى وقف الرسوم المسيئة للرسول بـ"شارل إيبدو" الفرنسية.. إيللى حاتم:بعثنا بصحيفة الدعوى للجريدة فى يناير والرسام وعد بعدم تكرار الإساءة.. وأحلم بلقاء الرئيس السيسى

الجمعة، 28 أغسطس 2015 07:09 م
عمر زهران يحاور المحامى المسيحى صاحب دعوى وقف الرسوم المسيئة للرسول بـ"شارل إيبدو" الفرنسية.. إيللى حاتم:بعثنا بصحيفة الدعوى للجريدة فى يناير والرسام وعد بعدم تكرار الإساءة.. وأحلم بلقاء الرئيس السيسى عمر زهران يحاور المحامى الفرنسى المسيحى إيللى حاتم
كتب عمر زهران

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

* اللوبى الماسونى الصهيونى يحكم باريس


* الدين المسيطر فى فرنسا هو "ديكتاتورية الإلحاد" الذى يسىء إلى كل الأديان وللإسلام بصوره خاصة


* أغلب ضحايا الربيع العربى من المسلمين السنة والشيعة والمسيحيين.. واليهود يجند شباب فرنسا للإرهاب لقتل المسلمين فقط


* أتمنى زيارة مصر وأحلم بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى ولو لمرة واحدة


لم أصدق أذنى وأنا فى زيارة خاطفه لعاصمة الحياة باريس.. وكنت أتحدث تليفونياً مع الأخت والصديقه الفنانة السعودية شاليمار شربتلى، سعودية الجنسية مصرية الهوى والمزاج عندما سألتها "هل سمعتى عن محام فرنسى مسيحى اسمه إيللى حاتم؟ كنت قد قرأت أنه رفع دعوى قضائية على جريدة شارل إيبدو بسبب الرسوم المسيئة للرسول، عليه الصلاة والسلام"، وفى وسط ضحكتها المميزة قالت لى إن إيللى صديق عزيز عليها وفاجأتنى بأنه لبنانى الأصل وأن الرئيس الفرنسى السابق جاك شيراك منحه الجنسية الفرنسيه لنبوغه وثقافته العالية وتفوقه الشديد فى العديد من القضايا التى ترافع بها.

حقيقةً كانت هذه المفاجأة من أجمل ما حدث لى فى باريس وزادت ضحكات العزيزة شاليمار حينما قلت لها "هل بإمكانى مقابلته والتعرف عليه؟" فردت وقالت "بكل تأكيد" وأكملت بمنتهى الحماس اعتبر إن مسألة لقائك به منتهية وأنا سأدعوه اليوم أو غداً على العشاء وسأبلغك بالموعد النهائى".

كنت فى منتهى السعادة حيث إننى ما زلت وسأظل مهموماً دوماً بمسألة أننا كمسلمين بإمكاننا أن نوحد مشاعرنا واتجاهاتنا وقضايانا مع إخواننا المسيحيين فى كل بقاع الأرض، ورغم أنى تخطيت فكرة الخوف على نسيج المسلمين والمسيحيين هنا فى مصر إلا أننى ما زلت مؤمناً بأنه يجب أن تنطلق دعوتنا جميعاً من هنا.. من مصر برسالة سلام للإنسانية كلها، فليس أدل ولا أعمق من الآية القرآنية التى يقول فيها المولى عز و جل "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون" (المائده 82) ليتجسد المعنى فى وقوف محامٍ فرنسى مسيحى أمام القضاء الفرنسى ليندد ويدافع ويفند ويطالب المجتمع العالمى متمثلاً فى الرأى العام الفرنسى بأن الهجوم على الإسلام ورسوله ما هو إلا ترجمه حقيقيه لـ"ديكتاتورية الإلحاد"، التى تقف وراءها الصهيونية العالمية والحركات الماسونية التى تشكل خطراً كبيراً لا على الإسلام فحسب، بل على الإنسانية كلها.

القضية لم يحكم فيها بعد ولكن بشائرها بدأت حينما استقال الرسام الفرنسى الذى دأب على أن يسىء إلى الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - فى رسوماته الكاريكاتيرية، أو أجبر على أن يترك شارل إيبدو بعد أن توجست الجريدة خيفة أن القضية قد ترغمهم على أن يدفعوا ملايين الفرنكات بسبب هذه الرسومات المسيئة والتى أكد المحامى المسيحى أنها تهدد سلام المجتمع الفرنسى والعالمى كله.

ما أحوجنا لأن نتعلم هنا كيف يمكن أن ندافع عن قضايانا بالشكل القانونى، وأن نظهر صورتنا كمسلمين متحضرين نعترف بالقوانين ونبجل القضاء العالمى ونلجأ للطرق الشرعية للدفاع عن الإسلام لا كإرهابيين كافرين بكل شىء ومكفرين للجميع.. لذا لم أتردد لحظه فى انتهاز مثل هذه الفرصه وقررت أن أجرى حوارا مع الشخص الذى أبهرنى قبل أن ألتقيه.. وإلى نص الحوار..

- من هو إيللى حاتم؟


محام أمام محكمة باريس وأُدَرِّس القانون الدولى العام بكلية باريس الحرة، كما أكافح بحركة فرنسية اسمها "الحركة الوطنية الفرنسية" والتى تأسست على يد الفيلسوف شارل موراس فى القرن الـ19 وهى معنية بالدفاع عن القومية، وقد حصلت على الجنسية الفرنسية بعد قدومى إلى فرنسا، وأنا فى سن العشرين، وقد منحنى إياها الرئيس الفرنسى جاك شيراك، وقد تلقيت تعليمى فى عدد من الدول المختلفة بدايةً بلبنان ثم بريطانيا ثم اليونان، ولذلك أتكلم العديد من اللغات وأحمل العديد من الجنسيات بخلاف الجنسية الفرنسية واللبنانية، فأنا أحمل جنسية جزيرة هنزوان القمرية، حيث أرسلنى الرئيس جاك شيراك إليها فى التسعينات للإشراف على استفتاء سيجرى بالجزيرة على عودة الجزيرة لفرنسا، وصارت صداقة بينى وبين الرئيس الهنزوانى، حيث طلب منى أن أمثل دولة هنزوان أمام العالم بعد أن قمت بوضع دستور جمهورية هنزوان، وأعطانى الجنسية بعد قبولى هذا الشرف، كما أحمل الجنسية القبرصية، حيث عملت كمستشار لعدد من رؤساء قبرص السابقين، أما مصر فهى بقلبى وأعتبر نفسى مصرياً، كما أن لى بها صديقا عزيزا على قلبى له قيمة كبيرة كعربى وكشخصية دولية كما أننى أُعد مستشاره القانونى ومحاميه وهو الدكتور بطرس بطرس غالى، الأمين العام السابق للأمم المتحدة.

- علمت أنك أقمت دعوى قضائية ضد جريدة شارل إيبدو بعد الرسومات المسيئة التى نشرتها للرسول محمد - صلَّ الله عليه وسلم - وذلك على الرغم من كونك متدين بالمسيحية؟


جريدة شارل إيبدو جريدة يسارية وهى لم تتعرض للإسلام فقط، وإنما تعدت وبشدة على المسيحية بفرنسا فى أكثر من مرة ولكنها دأبت على التعرض للإسلام والنبى محمد، ونحن نعلم أن فرنسا لم تعد كالسابق فلم تعد هى الدولة المسيحيه التى تدافع عن كيانها الفرنسى الكاثوليكى بل سيطرت اللوبيات منذ قيام الثورة الفرنسية كاللوبى الماسونى واللوبى الصهيونى الذى يحكم اليوم فرنسا، وهذه اللوبيات قضت على كل ما هو تاريخى بفرنسا، وأسست ديانة جديدة يطلقون عليها "العلمانية" وما هى بالعلمانية وإنما هى "ديكتاتورية الإلحاد" وهى تقوم بالإساءة إلى كل الأديان وللإسلام بصورة خاصه، فهناك نوع من التيارات العالمية التى أشار إليها برنارد لويس، وهى معنية بالأساس بتأجيج الصراع بين الحضارات، ولذلك وبعد ما نراه اليوم من هجوم صارخ على الإسلام فى فرنسا وأوروبا بصورة عامة كان علينا الدفاع عن الديانات التى تتعرض لمثل هذه الاعتداءات.

- من وجهة نظرك ما الذى يدفعهم لكل هذا الهجوم على الإسلام؟


هناك مخطط تعمل على تنفيذه اللوبيات التى تتحكم بأوروبا فهى تسعى إلى تشرذم الحضارات والمجتمعات، فهناك العديد من الصراعات التى أشعلتها تلك القوى بالشرق الأوسط، على سبيل المثال الصراع السنى الشيعى، فمنذ 20 عاماً لم نكن لنسمع عن الفرق بين السنى والشيعى، ولكن اليوم هناك صراعا حتى بين أبناء المذهب الواحد، فلديك اليوم حركات مثل حركة "داعش" أو حركة "النصرة" أو حتى حركة "خراسان"، التى ستبدأ بالظهور خلال الفترة القليلة القادمة، وهذه الحركات ليس لها أى علاقه بالإسلام، ولكنها تعمل على شرذمة المجتمعات الإسلاميه فى الشرق الأوسط، وفى نفس الوقت تعمل على تصوير السلام على أنه خطر يهدد المجتمع الأوروبى، وذلك بتصدير الصورة التى تمثلها تلك الحركات وتروج أفكارها على أنها هى الإسلام، وأنت تعلم أن هناك جاليات مسلمة كبيرة تعيش بأوروبا وهم بذلك يقومون بتأجيج وتأليب المجتمع الأوروبى على بعضه، مما يهدد بحرب أهليه داخل أوروبا.

- هل تعتقد أن هناك العديد من الفرنسيين الذين يمتلكون نفس الفكر الذى تنتهجه والوعى والحماس لفكرة نصرة الأديان بشكل عام والدين الإسلامى بشكل خاص


هناك العديد من الفرنسيين يكافحون من أجل تحرير فرنسا من وطأة اللوبى الماسونى الصهيونى الذى يتحكم بها ولكنهم يعملون تحت نوع من الديكتاتورية فى فرنسا فكل من يقوم أو يقول شيئا ضد المؤسسات السلطوية تقام عليه دعاوى باعتباره معاديا للسامية والجمهورية والقوانين الفرنسية، ويمكنك أخذ روجيه جارودى كمثال على ما أقول، ولكن يمكنك القول إن هناك عددا من الفرنسيين يدعمون موقفى ويصل عددهم إلى 10 ملايين فرنسى وصار هناك نوع من الشجاعة فى مواجهة التهديدات المختلفة، فأنا قد تعرضت شخصياً للتهديد ويمكنك أن تطالع شارل إيبدو التى هاجمتنى وصورتنى على أنى معادٍ للسامية والمبادئ التى يطلقون عليها العلمانية، ولكنها فى حقيقة الأمر هى دكتاتورية الفكر الإلحادى فى فرنسا.

- هل تعتقد أن هذه اللوبيات تستمد قوتها من ضعف المواقف العربية فى مواجهتها، وهل تعتقد أن هناك دوراً يمكن أن تقوم به الجاليات العربية والإعلام العربى فى مواجهة اللوبى الصهيونى اليهودى؟


أنا لا أتكلم عن اللوبى اليهودى وإنما الصهيونى الماسونى، وأعتقد أن اليهود كانوا أول ضحية للصهيونية، وأعتقد أن ما حدث فى الحرب العالمية الثانية هو نوع من التلاعب قامت به الحركة الصهيونية لتسيطر على هذا اللوبى، فكما نعلم لم يكن للحركة الصهيونية قبل الحرب العالمية الثانية نفوذ قوى ومؤثر داخل الجاليات اليهودية كما كان مثلاً ليهودية إسرائيل التى كانت أكثر نفوذاً داخل الجاليات اليهودية، أما عن الدور الذى يمكن أن تلعبه الجاليات العربية والإعلام العربى فيمكننا البدء بتكوين لوبى عربى قوى، ويمكننا أن نتبع نفس الأسلوب الذى اتبعته اللوبيات التى نسعى لمجابهتها، فأولاً عليك أن تجمع المال، وذلك عن طريق إنشاء صندوق لإدارة هذه الأموال وعليك بعدها أن تقوم بتوظيف هذه الأموال فى مكافحة الفقر الذى تستغله الجماعات التكفيرية فى استقطاب الشباب إليها، كما يجب الاهتمام بالتعليم والثقافة للشعوب العربية، وبالتوازى مع هذا يجب تكوين حركات بالدول العربية تتبنى القومية العربية، كما يجب على الجاليات العربية بأوروبا أن تقوم بإنشاء جمعيات للدفاع عن القومية العربية، وذلك للعمل بالتوازى مع الحركات بالدول العربية.

- اسمح لى أن أعود بك إلى الدعوى القضائية التى أقمتها على جريدة شارل إيبدو.. احكِ لى عن ردود الأفعال بعد رفع الدعوى وإلى أين وصلت فى مجرى سير الدعوى؟


كما تعلم بعثنا بصحيفة الدعوى إلى الجريده فى 14 يناير الماضى وبعد 9 أيام فقط صرح الرسام الذى رسم الرسوم المسيئة للنبى محمد - والتى أعتبرها ليست فقط هجوما على الإسلام والنبى محمد وإنما هى تحميل لمسلمى العالم مسئولية الأعمال الإرهابية التى حدثت فى أوروبا - أنه لن يرسم أية كاريكاتير مسىء للنبى محمد أو الإسلام مرةً أخرى، وبعدها بفترة بسيطة علمت أن الجريدة أبلغته بأنها لن تتضامن معه فى الدعوى فقام بتقديم استقالته.

- إذا فأنت تعتبر أن قرار الرسام بالتوقف عن قيامه بأية رسوم جديدة تسىء للإسلام أو المسلمين انتصاراً حتى قبل أن يتم البت فى الدعوى؟


بالطبع هو انتصار لهذه الدعوى لأن الهدف بالنسبة لى ولموكلى هو وضع حد لمثل هذه التجاوزات والإهانات التى تقوم بها الصحف كشارل إيبدو ضد الأديان عموما وضد الإسلام بصوره خاصة، وهو ما نجحنا فيه بقرار الرسام بالتوقف، وقرار الجريدة بالتخلى عن الصحفى الذى يعمل بها، فكما تعلم أن المبلغ الذى طالبنا به كتعويض وهو 10 ملايين يورو هو مبلغ رادع لأن الفرنسيين يتضررون كثيراً إذا ما دفعوا المال، ولذا كان هذا الرقم كفيلا بإحداث الأثر المرجو منه، على الرغم من أن دعاوى التعويض للعطل والضرر بفرنسا تكون قيمة التعويضات بها تتراوح ما بين 1 يورو وعدة يوروهات بسيطة، وتلك المبالغ المتدنية لم تكن لتحقق الأثر المرجو من رفع الدعوى وإجبار الصحف على التوقف عن الإهانات المذلة التى يراد بها زرع الفتنة وتشويه الحقيقة، وتصوير الشعوب الإسلامية على أنهم تخريبيين يريدون احتلال أوروبا، ونحن نعلم أن العرب يعانون من مشاكل وهم خائفين على مستقبل بلادهم، وكل ما يطمحون إليه هو أن تستقر بهم الأحوال على عكس ما يصوره الإعلام الصهيونى بالغرب.

- هل تعتقد د.إيللى أن الصورة المضطربة التى يتم ترويجها عن الإسلام والمسلمين كأحد عناصر المؤامرة التى يحيكها الغرب على المنطقة العربية يساهم فى ترويجها ودعمها بشكل أو بآخر المسلمين من خلال ممارسات خاطئة يتم استغلالها لتصدير هذه الصوره؟


دعنى أولا أوضح أن المؤامره – والتى أؤكد على وجودها – ليست مؤامرة من الغرب على العرب والمسلمين إنما هى مؤامرة على الغرب والشرق الأوسط أى ضد أوروبا والدول العربية بصورة عامة، فاللوبى الصهيونى يهدف إلى تفتيت أوروبا لصالح الولايات المتحدة، وذلك ضمن مخطط الاستحواذ على مصادر الطاقة بالشرق وترسيخ النفوذ بتلك المنطقة، ولكن لم يتنبه إلى تلك المؤامرة سوى روسيا التى تصدت لتلك المخططات، ولهذا تدفع الثمن لموقفها المناهض للولايات المتحدة، أما بالنسبة لمسئولية المسلمين عن الصورة التى تصدرها اللوبيات الصهيونية عن الإسلام فلا يمكننا إنكارها، فهناك تصريحات يتم استغلالها وحركات كداعش والنصرة تسهم بشكل كبير فى تروييج هذه الصورة، ولكن السؤال المهم هنا هو من يقف وراء تلك الحركات؟، يمكنك الرجوع إلى تصريح بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة 8 ديسمبر الماضى، بأن جبهة النصرة تحظى بدعم الموساد الإسرائيلى، ويمكنك مراجعة هذا التصريح الذى يصدر عن الأمين العام كل ثلاثة أشهر، وهو تأكيد على وجود تلاعب من أجهزة المخابرات بالمنطقة لتصدير الفرقة والخلاف بين الفرقاء فى المنطقة، ولهذا يجب علينا التنبه لتلك المخططات السياسية والوقوف فى وجهها بمخططات مناهضة لتلك التحركات التى تتزعمها أجهزة المخابرات الدولية، والعمل على ترسيخ مفهوم القومية بالمنطقة العربية.

اليوم السابع -8 -2015

- ماذا يمكنك أن تقول للشباب المخدوعين بالشعارات البراقة لتلك الجماعات المتشددة؟ وكما نعلم فهناك شباب من أوروبا أيضاً انضموا لتلك التنظيمات لذا أود أن توجه لهم كلمة تكشف لهم فيها عن حقيقة تلك الجماعات وأهدافها..
صديقى عمر كما تعلم أنا محام بمحكمة باريس وأدافع فى بعض الأحيان عن الشباب الفرنسيين الذين ذهبوا للحرب فى سوريا والعراق، بعضهم من أصول مغربية وعندهم نوع من التعمق فى الدين فتأثروا بهذه الشعارات وذهبوا وحاربوا معهم، تحدثت مع هؤلاء الشباب وسألتهم لماذا ذهبتم ولماذا أتيتم؟ فاكتشفت أن هناك فئات مختلفة، فالبعض منهم وقعوا ضحية الخدعة وانساقوا وراء الشعارات الزائفة سواء من الفرنسيين ذوى الأصول العربية أو الفرنسيين الأصل الذين اعتنقوا الإسلام وانخدعوا بالصورة التى صدرتها تلك التنظيمات عن الجنة والشهادة، وهناك فئة أخرى من الفرنسيين هم المرتزقة، ويتقاضى الفرد منهم 3 آلاف يورو شهرياً، على الرغم من أن المقاتلين ذوى الأصول البوسنية أو الشيشانية يتقاضون 500 دولار شهرياً، أما الفئة الأخيرة فهى فئة المرضى النفسيين الذين انضموا لتلك الجماعات لإشباع رغباتهم المريضة من القتل والتعذيب، والتى تماشت مع المفاهيم المغلوطة التى صدرتها تلك الحركات عن الجهاد الذى يمسك فيه المقاتل بالمدفع، ويقوم بحصد الأرواح ويمكنك أن تأخذ على سبيل المثال مكسيم بوشار وهو فرنسى ملحد اعتنق الإسلام صورياً ويقوم بتصوير مشاهد لقطع الرؤوس والتلاعب بها فيتم استغلال تلك المشاهد فى وضع تلك المجازر على عاتق الإسلام.

- كيف استطاع ذلك اللوبى استقطاب الشباب الأوروبى لتلك المفاهيم والمعتقدات بالرغم من الحالة التى يعيشها شباب أوروبا من تقدم ومستوى اقتصادى متميز مقارنةً بما يواجهه شباب المنطقة العربية من فقر وبطالة وجهل؟


اسمح لى ألا أشاركك هذا التصور عن وضع الشباب الأوروبى، فيمكنك أن تتجول بضواحى فرنسا لتشاهد مظاهر الفقر والعوز والبطالة بنفسك التى لا تختلف كثيرا عن تلك المظاهر التى يمكن أن تشاهدها بدولة مثل الهند، وما أقوله لك شاهدته بنفسى فى ضواحى فرنسا الفقيرة، فأوروبا بها مشاكل كثيرة أيضاً، إلى جانب تفشى الإلحاد والضعف النفسى لفئات كثيرة، مما يدفعهم للانجراف وراء تلك الصور التى تصدرها تلك الجماعات عما سيجدونه بعد تنفيذهم لتعليمات تلك الجماعات.

- ولكن ألا ترى أن هذه التنظيمات لا تطلب منهم الذهاب لمحاربة إسرائيل ولكنهم يطلبون منهم قتال مسلمين مثلهم فكيف يقومون بإقناعهم بهذا؟


عندما تحدثت مع الشباب العائد اكتشفت أنهم يقومون بإقناعهم بأن عليهم قتال المسلمين السنة العصاة والخارجين على الشريعة التى يقرونها أولا، قبل أن يحاربوا الشيعة أو المسيحيين أو اليهود، ويمكنك أن تلاحظ أنه منذ بداية الربيع العربى أغلب الضحايا الذين وقعوا كانوا من المسلمين السنة والشيعة والمسيحيين، وإذا ما بحثت عن عدد اليهود الذين وقعوا نتيجة هذا الربيع ستجد أنهم 3 أشخاص وقعوا بفرنسا يناير الماضى، وما لم أستطع فهمه منهم عندما سألتهم هو لماذا ذهبوا لقتل مسلمين مثلهم ومن الذى يقول أو يحكم بأن هذا الشخص مؤمن وهذا كافر وهذا على صواب وهذا على خطأ، فهل تمثلون الله على الأرض؟

- أخيراً دعنى أسألك عن توقعاتك بالنسبة للدعوى القضائية التى أقمتها على جريدة شارل إيبدو؟


كمحام أعرف أن هناك نسبا للنجاح والفشل فى مثل هذه الدعاوى بنسبة 50%، ولكن إلى الآن وبالنسبة لى ولموكلى فإن الهدف من الدعوى لم يكن التعويض أو إحداث صخب إعلامى، وإنما كان الهدف هو توقف مثل هذه الصحف عن الإساءة إلى الإسلام والنبى محمد، وكان هذا هو شغلنا الشاغل طوال هذه الفترة وهو ما حدث بالفعل، وذلك بالنسبة لى هو النجاح الحقيقى الذى نسعى إليه، ولهذا فأنا أعتبر أننا ربحنا هذه الدعوى بالفعل.

فى نهاية لقائى مع الأستاذ إيللى حاتم سألته "متى ستزور مصر؟".. فابتسم لى ابتسامة بها شىء من الأمل وفاجأنى بأنه يحلم بلقاء الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، ويتمنى لقاءه ولو لمرة واحدة، وأنا عن نفسى أتمنى أن يتاح له ذلك.. فمصر دوماً فى حاجة لأن تحتضن كل المخلصين للمبادئ الإنسانية فى العالم كله.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة