ما قاله البطل إيهاب عبدالرحمن عقب حصوله على فضية بطولة العالم لألعاب القوى لأول مرة فى تاريخ مصر، بأن حذاءه المقطوع الذى شارك به فى أولمبياد لندن، والمعيشة فى شقة صغيرة بعزبة الهجانة «على المحارة»، ودون شبابيك، كانا العامل الأكبر فى تحديه لنفسه من أجل رفع اسم بلده عاليًا، وقصة البطل رامى الجزار، الحاصل مؤخرًا على ذهبية بطولة أمريكا المفتوحة للسومو، والتى شارك فيها 6 من أبطال العالم، بعد أن قال والده إن ابنه شارك فى البطولة بعدما قامت والدته ببيع قطعة أرض ورثتها عن والدها، وسددت له تكاليف التذكرة والإقامة، وسافر وشارك فى البطولة، وحقق حلمه وفاز على بطل العالم، كل ذلك يؤكد أن المصريين لديهم إرادة حديدية فى تخطى الصعاب بأقل الإمكانيات.
لكن السؤال الذى يطرح نفسه هنا: أين دور الدولة فى المشاركة الفعالة فى الحفاظ على مثل هؤلاء الأبطال؟.. فالموضوع يجب ألا يتلخص فى رد فعل بعدها بقيام وزير الرياضة خالد عبدالعزيز بالإشادة والتأكيد أن مصر ذاهبة إلى تحقيق إنجازات رياضية، وصرف مكافأة الفوز فقط، بل يجب أن يكون لدى الوزير تخطيط فعلى للاهتمام بالأبطال الأولمبيين، لاسيما أننا مقبلون على المشاركة فى أولمبياد ريو دى جانيرو بالبرازيل 2016، والتى تأهل لها كوكبة كبيرة من اللاعبين المصريين فى معظم الألعاب الفردية، وتوجد منهم مجموعة مؤهلة لتحقيق إنجازات، شرط الاهتمام والإعداد الجيد.
هناك أمثلة كثيرة كانت مُبشّرة بالخير، وحققت فى البداية إنجازات مصرية، مثل كرم جابر، ومحمد عبدالفتاح «بوجى»، لكن أين هما الآن؟ يتشاجران فى بلاد «العم سام» ويواجهان إهانات بالغة لبلدهما، ووصل بهما الحال فى أكثر من مناسبة بالتهديد باللعب باسم أمريكا أو أى دولة أخرى، فبدلاً من الدخول فى مهاترات و«خناقات» الأهلى والزمالك وصراعات بند السنوات الثمانى، يجب على وزير الرياضة أن يهتم بالأبطال الأولمبيين حتى لا يتكرر نموذج «بوجى» و«كرم».
الرياضة المصرية تحتاج إلى وقفة من الحكومة، وتعاون الاتحادات، وتفضيل المصلحة العامة ومصلحة اللاعبين على المصلحة الشخصية، بعيدًا عن المطامع، والاهتمام بمصلحة البلد والتمثيل المشرف لها فى البطولات، فمتابعة الألعاب الرياضية هى المتنفس الذى يساعد الناس على تحمل ضغوط الحياة المتزايدة من خلال تحقيق الرياضيين الفوز، ورغم أن كلًا من الحكومة والاتحادات الرياضية والإعلام والقوى السياسية تدرك هذا الأمر، فإنهم لا يعطون الرياضة الاهتمام الذى تستحقه، وبالتالى يصيب لاعبينا الفشل نتيجة للإحباط والضغوط التى يتعرضون لها بسبب اللوائح والقوانين التى تقف عائقًا أمامهم، وتجعلهم بحاجة إلى تغيير جذرى، مع عجز الاتحادات عن التمويل والصراعات التى تحدث بين أعضائها للحصول على مناصب توصف بأنها تطوعية دون إعارة الرياضيين أى اهتمام، فالمصلحة الشخصية داخل الاتحادات وراء فشل لاعبينا فى حصد عدد كبير من الميداليات فى مختلف الألعاب بالأولمبياد السابقة، لذلك فيجب على المسؤولين أن يكونوا يدًا واحدة لصناعة أبطال يحصدون الميداليات الأولمبية التى تسعد شعبًا بأكمله.
فى النهاية، تذكروا هذه الأسماء، مصطفى الجمل «رمى المطرقة»، وعزمى محيلبة، وشيماء حشاد «الرماية»، وأحمد أكرم، وفريدة عثمان، ومروان القماش، ومحمد حسين «السباحة»، ومها عبدالسلام، ويوسف عزت، ومهاب مهين «الغطس»، وإسلام حامد، وهايدى مرسى «الخماسى الحديث»، وغيرهم من الأسماء الأخرى، فهم الأمل فى رفع اسم مصر عاليًا بالأولمبياد المقبلة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة