زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى روسيا، ومشاوراته مع الجانب الروسى فى الجانب الاقتصادى، أحيت- وبقوة- الأمل فى تحقيق وتنفيذ الحلم المصرى القديم فى إنشاء المشروع النووى المصرى السلمى، وهذه أحد وعود الرئيس للشعب المصرى، والمفاجأة السارة الجديدة بعد إنجاز حلم قناة السويس الجديدة.
مصر الآن تمتلك الإرادة فى تقرير مصيرها ومستقبلها، وتمتلك زمام القرار السياسى لتنفيذ ما تراه من أجل تحقيق التقدم والتنمية، والانفتاح الجديد، والخروج عن الطوق الضيق فى العلاقات الخارجية، من دائرة واشنطن إلى رحابة الشرق فى روسيا والصين والهند وكوريا وإندونيسيا وسنغافورة، لتحقيق التوازن، واستعادة علاقاتها التاريخية الطبيعية، وروسيا- الوريث الطبيعى للاتحاد السوفيتى السابق- جادة فى تقديم خبراتها فى المجال النووى لمصر، فى ظل زخم العلاقات الجديدة، واستعادة بريقها الستينى وربما يتفوق عليه، وتأكيد الجانبين هذه المرة أن العلاقات استراتيجية.
والرئيس السيسى أيضًا جاد فى تنفيذ الوعد لتحقيق الحلم سريعًا، واختزال الوقت بعد أن تأخرنا كثيرًا، وكثيرًا جدًا، وعندما يزور الرئيس الهند سيدرك تلك الحقيقة، وهو يدركها بالتأكيد، فالحلم المؤجل الذى تم إجهاضه فى التسعينيات بدأته مصر فى منتصف الخمسينيات بالتزامن مع الهند، الضلع الثانى والمهم فى مثلث الدول الثلاث التى شكلت حركة عدم الانحياز مع مصر ويوغوسلافيا.
يدرك الرئيس السيسى عندما يزور الهند للمشاركة فى القمة الهندية الأفريقية قبل نهاية العام الجارى، حقيقة سعى الرئيس جمال عبدالناصر مع الرئيس الهندى جواهر لال نهرو إلى امتلاك الطاقة النووية لتوليد الطاقة اللازمة، لتحقيق التنمية الكبرى، وفى مواجهة نفوذ القوى الاستعمارية.
الهند واصلت مشروعها لتتحول إلى واحدة من كبرى الدول فى مجال الطاقة والتكنولوجيا النووية، وتملك حاليا 23 مفاعلًا، والحلم المصرى تعثر مع هزيمة 67، وتوقف الحديث عنه تمامًا فى عهد مبارك رغم محاولات إحياء المشروع فى عهد الرئيس السادات، بسبب كارثة مفاعل تشرنوبيل الروسى عام 86.
الآن، وكما قال الرئيس «إحنا متأخرين أوى» ولم تعد لدينا رفاهية الاختيار والوقت للإسراع فى تنفيذ المشروع بداية من الضبعة، وبالخبرة الروسية العريقة، ومصر تمتلك الكوادر الفنية المتخصصة العالية المستوى، سواء فى الداخل أو فى الدول النووية الكبرى.