منذ عام تقريبا وعلى ضفاف القناة دار الحوار الشهير بين الرئيس السيسى واللواء أركان حرب كامل الوزيرى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حيث وقف اللواء يشرح للرئيس مشروع حفر قناة السويس الجديدة الذى يستغرق 36 شهرا- أى ثلاث سنوات - وهنا طلب منه الرئيس أن يتم إنجاز المشروع فى سنة واحدة فقط. وبدون تردد وفى كلمات حاسمة وقوية رد اللواء على الفور تنفيذا للأمر الرئاسى الذى صدر منذ لحظات قليلة «علم وينفذ يا أفندم».
طوال العام والرجل يواصل الليل بالنهار ولم يحصل كأى فرد عادى على إجازة ولو أسبوعية وكان أمامه تحدٍ ومسؤولية ينوء عن حملها عتاة الرجال، لكنه قبل بالتحدى حتى لو كان الثمن وظيفته العسكرية، وسمعته ومنصبه فى القوات المسلحة المصرية، وبدأ فى العمل الذى كان يشبه بالمهمة الانتحارية، لكنه تعلم وتربى فى مدرسة الوطنية المصرية ومصنع الرجال الذى لا يعرف المستحيل على الأرض، والذى حقق المعجزات من قبل فى تحطيم خط بارليف وعبور القناة وتدمير السد الترابى وهزيمة الجيش الذى لا يقهر، وقاوم مؤامرات الدول الكبرى لتدمير مصر وإشاعة الفوضى فيها.
اللواء كامل الوزيرى تولى مسؤولية الإشراف والمتابعة على مشروع حفر القناه الجديدة وليس أمامه سوى طريق واحد لتنفيذ أمر الرئيس بسواعد المصريين وبعزيمتهم وبأموالهم أيضا. «الأمر الرئاسى» وضع الرجل أمام تحد رهيب فى معركة حفر القناة الجديدة للانتهاء منه فى عام واحد فقط، وكل من تابع حجم الأعمال التى تم الانتهاء منها فى المشروع تثبت أن اللواء كامل الوزيرى ورجاله وعماله كانوا على قدر التحدى والمسؤولية الملقاة على عاتقهم، واستطاعوا فى عام واحد فقط تحقيق معدلات إنجاز غير مسبوقة فى أكبر عملية حفر فى العالم بسواعد عمال ومهندسى مصر، وبالاعتماد الرئيسى على شركات مصرية، فما تم إنجازه هو إعجاز هندسى جديد مثلما كان السد العالى، والدراسات الدولية التى أبدت انبهارا بالمشروع أكدت أن ما حدث يشبه «المعجزة» ولا يتكرر كثيرا فى مشروعات مشابهة فى العالم.
اللواء الوزيرى ومن معه أثبتوا أن الإرادة المصرية قادرة على صنع المعجزات إذا توافرت الإدارة والتخطيط السليم والدعم السياسى والشعبى للمشروعات القومية الكبرى. ومثلما حدث فى ملحمة بناء مشروع السد العالى، فعلها المصريون فى ملحمة حفر قناة السويس الجديدة. فالمعارك فى ميدان القتال أو البناء تصنع الرجال المخلصين والأوفياء والشعب المصرى طوال تاريخه لا ينضب من القيادات الوطنية المخلصة والوفية دائما لفكرة التحدى والبناء. معركة حفر قناة السويس الجديدة هى مدرسة جديدة للبنائين المصريين الجدد بقيادة اللواء الوزيرى الذى يستحق التقدير والتكريم اللائق به هو ورجاله.