لا توجد حقائق حتى الآن عن مصير الملا عمر قائد جماعة طالبان بأفغانستان التى لعبت دورا مهما على مسرح الأحداث بإخراج أمريكى. وعندما تحولت إلى جماعة حاكمة كان كل همها منع التليفزيون والإذاعة، ومنع السيدات والبنات من الخروج أو التعليم والعمل. وأهم إنجازات طالبان كانت هدم تماثيل بوذا فى باميان باعتبارها أصناما.
هناك من كان يعتبر طالبان «جند الله فى المعركة الغلط»، بينما هم مثل باقى جماعات الإرهاب الهمجى جند الشيطان ضد الإسلام والمسلمين. طالبان تأست بدعم أمريكى وأموال خليجية، من جماعة من الطلاب الجهلاء. لا يعرفون من الإسلام إلا ما يصبه فى رؤوسهم شيوخ ينافسونهم جهلا وتعصبا وكراهية.
طالبان مثل تنظيم القاعدة صنعته أمريكا لمواجهة السوفييت فى الحرب الباردة، ورسا المزاد على طالبان بعد صراعات المقاتلين، تم التمويل بأموال إسلامية، كانت المخابرات الأمريكية والباكستانية تنسقان الجهود، وتم شحن أسلحة وتحول بعض المتقاعدين فى الجيش الأمريكى إلى مليارديرات من شراء وبيع السلاح إلى جماعات طالبان والقاعدة وغيرها.
فى 11 سبتمبر تصور بن لادن وتنظيم القاعدة أو صدقوا أنفسهم أنهم يمكن أن يضربوا الراعى، فتم تدمير أفغانسيتان ثم العراق، لكن المفارقة أن يقيت بقايا جماعة طالبان تقتل وتفجر فى الأفغان وتقطع أنوف النساء. وبقى بن لادن وفلول القاعدة حتى تم قتله وإخراجه من المسرح ليحل مكانه أيمن الظواهرى.
طالبان ورئيسها الملا عمر تحالفوا مع بن لادن عندما كان ينفق عليهم، الملا اختفى بعد تدمير أفغانستان عام 2002، ثم أعلنوا مؤخرا وفاته أو مقتله، حتى أعلنت طالبان مقتل عمر وتعيين خليفة له فى قيادة فلول الجماعة، وتزامن هذا مع شائعات عن موت أيمن الظواهرى قائدا لتنظيم القاعدة. وسواء كان الحديث عن رحيل الظواهرى حقيقية أم شائعة فقد انتهى التظيم بعد ظهور داعش الأكثر دموية وقدرة على القتل، الظواهرى اكتفى خلال السنوات الأخيرة ببيانات صوتية أو فيديوهات استعراضية بلا تأثير وحتى لم تعد تجذب الإعلام.
«القاعدة» بدا تنظيما انتهى دوره، وأصبحت هناك حاجة لإزاحته من الصورة، ظهر الزرقاوى فترة واختفى، وتوالت الجماعات التى كانت تطورا للقاعدة، حتى ظهر «داعش» الذى يحتل الصورة حاليا بإمكانات دعائية فى التصوير والمونتاج والذبح، تفوقت على القاعدة، بل وصدرت فتاوى داعشية تكفر الظواهرى وتخرجه من الملة.
ووسط هذا الواقع الجديد يبدو منطقيا الإعلان عن اختفاء الملا عمر أو الظواهرى، لأن دورهما انتهى على المسرح، لتتسع مساحة داعش، قبل الانتقال لفقرات جديدة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة