قضيت يوما كاملا أراجع فيه التقارير السياسية حول رحلة الرئيس «عبدالفتاح السيسى» إلى روسيا.. لم يدهشنى أن «المحللاتية» تعاملوا معها على طريقة مفسرى الأحلام، فهم يقولون كلاما كثيرا.. أحيانا غامض وفى أحيان أخرى غريب.. ولدينا بعض «المحللاتية» يأخذون بالأحوط، فينقلون عن صحف غربية ما قالوه.. لذلك ضحكت حين تابعت كرة الثلج تدور حول خلافات، بشأن اتفاق استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.. بعضهم أشار إلى خلاف فنى، وآخرون زعموا أن الخلاف على التكلفة المادية.. وكلهم لم ينتبهوا إلى أن وفدا روسيا رفيع المستوى من الخبراء الروس بدأ زيارة لمصر قبل أن يذهب الرئيس إلى روسيا.. وقام الوفد بزيارة ميدانية «للضبعة» والتقى مع رئيس الوزراء.. وعلى التوازى كانت المباحثات المصرية – الروسية تدور فى موسكو.
باعتبار أن الموضوع أكبر من التعامل معه على أنه اتفاق تجارى صناعى، فكان يجب على من يحاول مناقشة الملف أن يكون متخصصا أو يبذل جهدا فى الدراسة والفهم، لكى يتمكن من تقديم رؤية تفيد القارئ أو المشاهد الذى يسمع أولئك «المحللاتية».. لكنهم دون أن أستثنى منهم أحدا، كتبوا وتحدثوا دون أن يقولوا شيئا.. ربما نكون قد تعودنا فى مصر، لكن المؤسف أن تقارير وتحاليل سياسية تابعتها فى صحف أمريكية وغربية كانت كلها تدور حول علم قراءة الكف والفنجان أو ضرب الودع!!
انتهيت إلى تلك الرؤية بعد أن استمعت- مركزا- لعالم مصرى كبير، شرح بهدوء حكاية التعاون النووى المصرى- الروسى وجذوره القديمة التى تجمدت فى مرحلة.. لكنها لم تنقطع إطلاقا.. وبغض النظر عن التفاصيل التى تحملت مسؤولية عدم نشرها.. أعتقد أن السياسة المصرية- داخليا وخارجيا- لم تعد تحتمل «المحللاتية» الذين يتكلمون ويكتبون كثيرا.. دون أن يقولوا شيئا.. ويسعدهم تفوقهم فى إرباك المتلقى استنادا إلى أنهم أصحاب أسماء تلمع، وليس لها علاقة بالذهب!! وهذا يدعونى إلى أن أطالبهم بالانصراف بهدوء عن خشبة المسرح السياسى، وما لم يفعلوا فليتحملوا أن تكون نهايتهم على طريقة البرادعى وأيمن نور وغيرهما من الذين صدعونا وكادوا يدمرون الوطن.. فهم الذين أجهضوا ثورة يناير، وحاولوا سرقة ثورة 30 يونيو.. وعندما فشلوا تفرغوا لإرباك الوطن بما لديهم من سطحية وجهل وتخلف!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة