التجربة المختلفة والجديدة على المسرح المصرى دفعت «اليوم السابع» للاحتفال بنجاح العرض ومناقشة صناعه فى كيفية وكواليس خروجها للنور.
واتفق صناع العمل على أن مسرح الدولة لا يساعد الشباب ولا يدعمهم وعندما عرض عليهم الخروج من الأوبرا، عرض عليهم العرض بشارع المعز لكن بدون تأمين أمنى أو تجهيزات، ووزارة الثقافة لا تغير من روتينها أو لوائحها العقيمة منذ فترة وتغيير الوزير لا يغير شيئا، كما يرى المخرج محمد عادل، مضيفا أن الدكتورة هدى وصفى هى أفضل من ساعد الشباب وكانت تحارب من أجل عروضها ومسرحها، وقال: نتمنى أن يكون كل مدراء المسارح مثل هدى وصفى.
المخرج محمد عادل: بداية الفكرة أتت من «الفيس بوك».. ومزج الشعر بالتمثيل أصعب ما واجهنى
يقول مخرج ومؤلف المسرحية وصاحب رؤيتها الفنان محمد عادل: قدمنا العمل على شكل قهوة بلدى، وهو عرض شعرى لمجموعة أشعار باللهجة العامية، لأمين حداد، وأحمد فؤاد نجم، وبيرم التونسى، وبهاء جاهين وفؤاد قاعود وعمر نجم، والمسرحية تناقش مشاكل طبقة محدودى الدخل فى مصر، وتنتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية من خلال مجموعة من رواد أحد المقاهى الشعبية ويدور بينهم حوار، واخترت أن يمثل رواد المقهى شرائح مختلفة من المجتمع المصرى كل شخصية تحمل لونا مختلفا ما بين السيدة التى فقدت ابنها، والعاشقين اللذين يحلمان بالزواج ويواجهان ظروف الحياة المادية الصعبة، وما بين المحامى الفصيح، وعامل تنظيف الأحذية، والشاب المتطفل، والقهوجى الذى يصنع القهوة للزبائن، وشخصية المجنون، والشاب الذى مر به العمر ولم يتزوج، ويدور بين الجميع حوار فى نقد للمجتمع وسرد لمتطلبات ومعاناة الحياة، ويصاحب المسرحية غناء، والمثير والجديد أثناء العرض أن القائم بدور القهوجى وهو الفنان أحمد مجدى يقوم بصنع الشاى، وتقديمه لجمهور المسرحية والمتفرجين خلال العرض مجاناً.
ويضيف عادل أيضا ردا على سؤال حول بداية الفكرة وبداية تطويرها قائلا: بدأت الفكرة بمناقشة بينى وبين صديق وهذه أول مرة أخرج فيها خارج إطار المعهد العالى للفنون المسرحية والمسرحية جاءت بدايتها من الفيس بوك وأنا لدى اهتمام باللهجة العامية تقريبا تشبه نفس الهم والقضية التى كان يدافع عنها الشاعر بيرم التونسى وكنت أفكر فى البداية فى تقديم الفكرة كندوة ثم فكرت مع صديقى أحمد رجب مدير مسرح الميدان أن نقدم الموضوع فى عمل درامى وخلقت شخصيات من خلال الشعر الذى اخترته لأهم شعراء العامية فى مصر، وكنت أحافظ على التجربة وهى تجربة ذات طابع خاص.
ويؤكد عادل أنه قدم تجربة مشابهة لها من قبل الفنان أحمد إسماعيل الذى قدم ليالى شعرية وكان يشارك فيها محمود حميدة وممدوح عبدالعليم، ولكن الاختلاف فى تجربتى أننى مزجت الشعر بالتمثيل والشعر تمثيله صعب وفى تاريخ المسرح المصرى لا تجد أكثر من 5 مسرحيات شعرية، ولذلك حاولنا أن نبسط الموضوع لنقف ما بين الشعر والتمثيل وهدفى هو استمتاع الحضور بالشعر.
أما عن اختيار القهوة كمكان للحدث الذى تدور فيه زمن المسرحية قال عادل: اخترت فكرة أن يكون الإطار فى قهوة، لأن القهوة كانت من قبل منبع الثقافة والفكر وكبار الكتاب والأدباء والشعراء، وكانت القهوة مكونا وجزءا مهما من يومهم وحياتهم وملتقى الثقافة والفن، ولذلك اخترت أن يكون مكان الحدث لدى فى المسرحية هو القهوة.
وأضاف عادل: استخدمت الألوان فى اختيار الشخصيات وتركت مساحة كبيرة للممثلين من الارتجال، وكنت حريصا على تقديم سمات العصر الذى أرغب فيه وليس العصر الذى نعيشه فى الحب والعلاقات، وعملت تضافرا ما بين الشخصيات وبعضها داخل إطار القهوة ومعظم من تعاملت معهم فى المسرحية أصدقائى وزملائى فى معهد الفنون المسرحية.
أحمد عثمان: هناك الكثير من الممثلين هربوا من التجربة لصعوبتها.. ولكننا قبلنا التحدى
وحول رد فعل الممثلين عندما عرضت عليهم تلك الفكرة الجديدة المختلفة يقول الفنان أحمد عثمان أحد أبطال العمل: أهم ما كان يواجهنا فى بداية التجربة أنه لا توجد شخصية والموضوع كان صعبا جدا وأنا فى التجربة من البداية، وهناك الكثير من الممثلين الذين هربوا من التجربة لصعوبتها، وأنا كنت أخشى من فكرة تمثيل الشعر ولكننا خلقنا الشخصيات شخصية شخصية مع محمد عادل، وظللنا حوالى أكثر من ثلاثة أشهر ونصف لكى نصل للصورة التى قدمناها لأن الشعر بمفرده هو البطل وبه القوة فكيف كنا نحاول كسر هذه الحالة وكيف نرضى الجمهور العادى ونبسط له وفى نفس الوقت نرضى النخبة.
ويضيف أحمد عثمان: قدمنا تجربة ناجحة بشهادة الجميع ولكن الدولة تتعامل مع المسرح بمنطق (انتج واقلب) وينقصنا الدعاية فى المسرح والمكان الذى عرضنا فيه وهو ساحة دار الأوبرا كان من ضمن عناصر النجاح لنا.
هشام عادل: أهم ما فى الممثل أن يصدق ما يقدمه.. والشعر بالنسبة لى تجربة مخيفة جداً
ويتحدث الفنان هشام عادل قائلا: المخرج كان يرانى فى دور الشخص المطحون برغم أننى كنت لا أرى نفسى فى هذا الدور إلا أننى لم أجد نفسى فيه فى البداية، ولكن بعد فترة تيقنت أن خلق الخطوط والعمل مع الألوان كان بداية الوصول للشخصية، والحمد لله اقتنعت، أما عن فكرة الشعر وتمثيله فهى صعبة وكانت شخصيتى ساكنة وتشحن طول العرض وتكتم ما بداخلها حتى تنفجر فى لحظة وتخرج ما بداخلها، وأهم ما فى الممثل هو أن يصدق ما يقدمه، والشعر بالنسبة لى تجربة مخيفة جدا وهناك فرق بين إلقاء الشعر وتمثيله.
1ويضيف الفنان مصطفى محمود: تركت عرضا مسرحيا مع محمد رياض ويوسف شعبان بسبب مسرحية (قهوة بلدى)، لأننى كنت معجبا بالتجربة برغم تخوفى منها، ولكن فكرة تقديم العرض للجمهور بالمجان كانت فكرة رائعة ساعدت على نجاح العمل، بالإضافة للطبيعية فى التمثيل المباشر وكسر الإيهام ما بيننا وبين المشاهدين.
أحمد مجدى: نصحنى صديق بالهروب من المسرحية لكننى «أحببتها»
قدم الفنان أحمد مجدى دور القهوجى الذى يعد الشاى للجمهور بشكل حقيقى وتحدث عن التجربة قائلا: محمد عادل ليس دفعتى فى معهد الفنون المسرحية ولكنى اعتبرته من أصدقائى المقربين جدا وتعرفت عليه وعشقته لأنه فنان وصديق حقيقى، وهذا نادرا ما تجده فى زمننا هذا، ومحمد مبدع وخلاق ويترك للممثل مساحة ليخرج ما عنده ويعرف ما يريده، والتجربة كانت جديدة وقد نصحنى صديق لى بالهروب منها كان موجودا مع محمد عادل فى البداية لكنى اقتنعت بالتجربة وأحببتها.
باسم قناوى: تعاملت بشكل «مختلف».. وإلقاء الشعر غير «تمثيله»
الفنان والمخرج باسم قناوى أخرج لمحمد عادل من قبل مسرحية بعنوان (الحبل) ولكنه هنا فى مسرحية (قهوة بلدى) ممثل فقط، يقول: التعامل مع التجربة كان مختلفا بالنسبة لى ومحمد عادل كمخرج وكممثل لديه طاقة كبيرة جدا وكانت لدى فكرة المراهنة على الممثل، وكان مطيعا دائما معى كمخرج وعندما رشحنى فى هذا الدور كممثل معه فرحت جدا.
يضيف باسم: دراسة الإلقاء فى المعهد تختلف عن تمثيل الشعر ومع بداية التجربة لم أكن أعرف كيف سيخرج العرض ولكنى كان لدى ثقة فى محمد عادل وفى فكره.
شريف العجمى: مثلنا «شعر» بدون «تسلسل درامى» لكن «الكيميا» ميّزتنا
كما تحدث الفنان شريف العجمى عن تجربته قائلا: أكثر ما يخض أى ممثل من التجربة هو وجود الشعر وأنه لا يوجد تسلسل درامى للعمل، ولا توجد نهاية للموضوع ولكن أهم ما يميز تلك التجربة أننا جميعا كان بيننا كيمياء على المسرح، وكنا نستمتع ببعض أثناء العمل فى التمثيل لأن العمل كان صادقا ونابعا من مشاعرنا الحقيقية.
فاطمة وحنان عادل: خروج المشاعر مش سهل.. وقدمنا 6 ليالٍ مجانا لإرضاء الجمهور
وحول مشاركتها فى العمل تقول الفنان فاطمة عادل شقيقة الفنان محمد عادل مخرج العمل: أنا أمثل «مسرح» منذ عام 6 سنوات لأن والدى ووالدتى ممثلا مسرح، كما شاركت من قبل فى فيلم (عين شمس)، فأنا كنت أحب التمثيل ولكن فى هذه التجربة كانت مختلفة جدا وما بين مشاركتى فى فيلم (عين شمس) ومسرحية (قهوة بلدى) قدمت مسلسل (القاصرات) وفيلم (فتاة المصنع)، ولكن مسرحية (قهوة بلدى) فرقت معى كثيرا كممثلة، لأنها جعلتنى بلغة المسرحيين (فاكة)، بمعنى أننى تخلصت من الخوف والضغط.. والدور عندما رشحنى فيه المخرج محمد عادل كنت متخوفة لكن المخرج ساعدنى كثيرا وساعدنى على أن أكون مختلفة، فقدمت الفتاة التى تحب بجنون، والتى تتحول من رد فعل لآخر، وبدأت أشعر بوجود أنماط بجوارى تخرج ما هو بداخلى وخروج المشاعر ليس بالأمر السهل.
كما تحدثت الفنانة حنان عادل الشقيقة الأخرى للمخرج محمد عادل قائلة: أكتر ما كان يمتعنى فى العرض هو الجمهور، فهناك جمهور كان يأتى كل يوم ليشاهد العرض، لدرجة أن الناس عندما انتهت مدة العرض عملوا مظاهرة إلكترونية وضغطا كبيرا من أجل استمرار العرض على صفحة وزارة الثقافة، وعلى صفحة البيت الفنى، لاعتقاد الناس أن العرض تم إغلاقه لسبب سياسى، وانتشر الهاشتاج على الفيس بوك بعنوان (عايزين قهوة بلدى ترجع)، وبعضهم توجه لمسرح الميدان يطالب بذلك، وقدمنا 6 ليالٍ مجانا من أجل إرضاء الجمهور، والعرض كان ميعاده فى الثامنة والنصف، وقد كان هناك جمهور كان يأتى من الساعة السادسة، وهناك جمهور كان يأتى من الإسكندرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة