فى عام 1995 تم إنشاء مدينة الشيخ زايد فى صحراء محافظة الجيزة بمنحة من صندوق أبوظبى للتنمية وبتعليمات مباشرة من المغفور له الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات وقتها، وهو البانى والمؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 71، وكان بناء المدينة على نفقة دولة الإمارات، واحدة من مكارم الشيخ زايد وعطائه المتدفق لمصر وشعبها، وتواصلا مع مواقفه العروبية الداعمة لمصر منذ حرب أكتوبر المجيدة 73 وحتى وفاته، رحمه الله.
كان الشيخ زايد هو أول زعيم عربى يطلق صرخة أن «البترول العربى ليس أغلى من الدم العربى» خلال حرب أكتوبر، إيذانا بدخول سلاح البترول فى المعركة ووقف ضخه للدول المساندة لإسرائيل فى الحرب، وكانت لصرخته ومقولته تأثيرا فاعلا، وفتح باب التطوع بين أبناء الإمارات للذهاب إلى جبهة القتال، ولم يمنع أبناءه بأن يأتوا ضمن المتطوعين لدعم إخوانهم المصريين فى الحرب، واستمرت مواقفه السياسية المشهودة مع مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد وزيارة السادات إلى القدس، وفرض عدد كبير من الدول العربية المقاطعة مع مصر، لكن الرجل القوى الحكيم وأثناء قمة عمان عام 81 واجه الزعماء العرب بأنه «إذا لم تأت إلينا مصر، فسوف نذهب إليها»، وكانت كلمته بداية لسقوط جدران المقاطعة الوهمية وعادت مصر إلى أمتها العربية.
لم ينس الشعب المصرى للإمارات وللشيخ زايد هذه المواقف التى امتدت إلى كل أشكال الدعم والمساندة، وكان استقبال زايد فى مصر من المصريين له طابع ومذاق خاص كزعيم عربى مخلص لأمته وعروبته وحكيم للعرب.
بعد 20 عاما من إنشاء المدينة يقرر أحد رجال الأعمال المصريين وهو الأستاذ محمود الشناوى عضو مجلس الشورى السابق إقامة تمثال ضخم للشيخ زايد فى مدخل المدينة، تقديرا له وتقديرا لموقف دولة الإمارات الشقيقة ورئيسها الشيخ خليفة بن زايد وإخوانه، على مواقفها الداعمة للشقيقة الكبرى فى ثورة 30 يونيو سياسيا وماليا وتحملت فى سبيل ذلك ضغوطا كثيرة. التمثال هو تقدير رمزى للأشقاء فى الإمارات، وأدعو رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب لافتتاحه فى حفل رسمى، تقديرا للرجل وللدولة العربية الشقيقة.