الانبا ارميا

"فرصة واحدة"

الأحد، 30 أغسطس 2015 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقولون: "ربما لا تكون جميع الأيام التى أعيشها جيدة وجميلة، ولٰكن هناك دومـًا شىء جميل فيها".. فى كثير من الأحيان حينما نخلو إلى أنفسنا قد تنتابنا الأفكار، التى نرى الحياة من خلالها وقد توراى جمالها وراء رداء من المواقف القاسية التى تمر بنا أو عصفت بأحلامنا، إلا أن ما يمر بنا فى الحياة لا يخلو من وجود خير فيه. فالحياة التى تخلو من العقبات لا تُعد حياة حقيقية، إذ إنها لا تسمح بتعلم الإنسان وتطوره، وذٰلك لأن التحديات التى نلقاها ترتفع بنا وبمقدراتنا لكى نجتازها، فتساعدنا بذٰلك على أن ننمو؛ كذٰلك فإن بمرورها بنا ثم التغلب عليها تمنحنا تلك المشاعر الرائعة من نجاح وانتصار على ما اعترضنا من عقبات، وحينئذ نكون قد عشنا الحياة حقـًّا. وهٰكذا الحياة كما قال الفيلسوف اليونانى "سقراط": "الحياة من دون تحديات لا تستحق العيش".

لذٰلك، إذا أراد الإنسان أن يحيا حياة جميلة، فإن عليه ألا يطلب الراحة فيها بل الخير، وألا يسعى نحو رفاهية نفسه بل إراحة الآخرين، ففى راحتهم وسعادتهم يصل إلى عمق السعادة التى لا يعرفها إلا أصحاب القلوب الكبيرة.

تقول "هيلين كيلر": "الحق أن مما يُكسب هٰذه الحياة كرامة ووجاهة، أن نؤمن بأننا وُلدنا لكى نؤدى أغراضـًا سامية، وأن لنا حظـًا يتجاوز الحياة المادية.". ففور أن يركز الإنسان كل جهوده فى نفسه، وفى الجوانب المادية من الحياة فقط، يفقد أعظم ما فيها. أن ما يعزز الحياة ويقويها ويسندنا فيها هى يد الله التى تعمل بقوة مع كل إنسان خدم ويخدُم الآخرين، وكل من اتسع قلبه لاحتواء مشكلات من يلقاه فى الحياة وتخفيف آلامه، وكل من ساعد إنسانـًا بالعمل أو النصح أو الإرشاد، ومن قلل معاناة إنسان. أن الحياة تكون عظمى بكثير عندما نحياها من أجل أهداف تتخطى ذواتنا لننظر فى أمور خليقة الله من البشر. قيل: "إن امتلاكنا لحياة واحدة على هٰذا الكوكب فقط، تعنى أن لدينا فرصة واحدة لنعيشها، ولنساهم فى مستقبل مجتمعنا وفى مستقبل الحياة. أما ما يتبقى بعد أن نرحل عن الحياة فهو ذكريات الناس للخير الذى قدمه كل أحد منا".

وبعد أن تكتسب الحياة جمالـًا متى تخطَيتَ الصعاب والعقبات، وبعد أن تحيا أنت الحياة من أجل أهداف سامية، يتبقى أن تحيا بحسَب ذٰلك الضمير الذى تكوَّن فى أعماقك، وبنظرة إيجابية فى الأمور، فتعرف معنًى جديدًا للراحة يفتقده كثير من البشر: راحة الضمير. يقولون: "يستحيل إرضاء الناس فى كل الأمور، لذا فإن اهتمامنا الوحيد ينبغى أن ينحصر فى إرضاء ضمائرنا". تلك الضمائر التى شبَّت على الخير والمحبة والرحمة، والعزيمة على تخطى الصعاب وتحقيق المعجزات.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة