تخلينا كثيراً عن قواعد الذوق والاحترام والأخلاق واكتفينا بفتافيت الإتيكيت، وليتها فتافيت بل أبسط قواعد الذوق والأدب فى معاملاتنا تكاد تكون منعدمة يا مون بيه.
يعود أصل كلمة اتيكيت أو بالفرنسية Etiquette إلى القرن السابع عشر وظهرت تحديداً فى بلاط الملك الفرنسى لويس الرابع عشر، الذى كان يستخدم البطاقات أو الإتيكيت فى اللغة الفرنسية ليضعها على العشب فى محاولة منه لمنع أفراد حاشيته من الدوس على الرقع الخضراء تلك التى كان يحميها ومع الوقت أصبح هذا المفهوم متداولاً فى المجتماعات الراقية.
إذا فكرنا فى العلاقات الإنسانية التى تربط الناس ببعضهم البعض سنجد غياب الكثير من الذوق والإتيكيت مما حول النفوس إلى كائنات ضارية تتعارك معهم كل يوم بل كل ساعة، البعض أفهمهم شخص ضال أن الجليطة وقلة الذوق نوع من أنواع الثقل وأنه هكذا سيصبح شخص كول ولو استخدموا عقلهم قليلاً لعلموا أنهم قبل أن يصبحوا كول فقدوا احترام الناس لهم فأنت كده مش شيك ومش محترم، بتنا نفتقر للاتيكيت حتى فى الاعتذار وثقافة قبول الاعتذار والدقة فى المواعيد والاعتذار عند التأخير أو عدم الحضور ما كل هذه السبهللة يا بشر وافتقاد قواعد الذوق والاتيكيت !
الإتيكيت ليس فقط فى المشى والأكل والشرب وكيف تتناول الخرشوف وتنزع عنه أوراقه بالشوكة والسكينة !! وإن كان مهماً، لكن الإتيكيت وله مقابل فى اللغة العربية وهى كلمة الذوق وتعنى احترام النفس واحترام الآخرين وحسن التعامل معهم وتعنى أيضاً الآداب الاجتماعية والآداب السلوكية واللباقة وفن التصرف فى المواقف المحرجة وكل ذلك مرجعيته الثقافة الإنسانية الشاملة التى قلما تختلف من مكان إلى آخر حول العالم فالذى لا يراعيه يتعرض للاشمئزاز والاستهجان والنفور من الآخرين.
الاتيكيت ليس رفاهيات ولكنه كماليات كى يكتمل السلوك الجيد بالأداء الراقى للإنسان ويكون لديه القدرة على التصرف عمليا بكل تهذيب فيجذب الناس إليه ويحظى باحترامهم حيث ترتبط قيمة كل إنسان بدرجة تهذيب سلوكه وأدائه الاجتماعى وكيف يترك انطباعاً جيداً لدى الآخرين.
لكل إنسان جانبان إحداهما يستحق النقد والآخر يستحق المدح فكيف تحقق السعادة لنفسك فى تعاملك مع الآخرين وإصدار أحكامك عليهم ؟!
أهم قواعد الاتيكيت فى التعامل " الموضوعية "معنى ذلك أن تنقد نفسك قبل نقدك للآخرين وأن تقبل نقد الآخرين لك والمقصود النقد الإيجابى الغير قائم على المصالح الشخصية، أيضاً سعة الأفق وعدم التعصب لرأيك بل كن على استعداد لتغييره أو التخلى عنه إذا دعت الحاجة لذلك فلا تقبل شئ على أنه نتيجة نهائية وحتمية بل قابلة للمناقشة والتغيير تعلم كيف تعارض وكيف تؤيد، العقلانية أيضاً وعدم الخضوع للمشاعر الذاتية لابد وأن يكون هناك تفسيرات وأعذار مقبولة لكل فعل يقوم به الانسان تجاه غيره.
ثقة ولياقة، لباقة واحترام، هدوء واتزان مع مظهر محترم، حسن التصرف، كل هذه الصفات لها اسم واحد هو الاتيكيت إذاعرفنا كيفية تطبيقه كل حسب استخدامه المطلوب سنصبح مؤثرين بالآخرين وسنحصل على ما نريد بكل سهولة ويسر ولا ننسى المعاملة الطيبة تمتلك القلوب وتلين العقول، أخيراً الهدف الأساسى من وجود الاتيكيت فى حياتنا هو احساس الغير بأنه محل احترام وتقدير وهكذا ترنم العلم على قيثارة الفكر والشجن متجولاً حيناً ومتأملاً أحياناً سلوكنا وتصرفاتنا.
فن الإتيكيت
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة