يجب أن نعرف ونعترف أن الوطن فى مفترق طرق، بالمعنى الحقيقى للكلمة.. ربما نكون قد ابتذلنا الكلمة والمعنى.. لكن الحقيقة أن «الشعب المصرى الشقيق» أدرك حجم المؤامرة عليه.. حجم السخرية منه.. حجم التلاعب به.. وهذا الشعب دفع الثمن غاليا وفادحا، لكل أولئك الذين خدعوه بأنهم يدافعون عنه.. فاكتشف خديعتهم له، وتجارتهم به!!
عندما تفرز الديمقراطية نقيبا للموسيقيين محترما يتعامل مع الفن على أنه رسالة وصناعة محترمة فى الوقت نفسه.. يهجم عليه أولئك الذين نصبوا أنفسهم «نخبة» وهم «نكبة» للنيل منه أملا فى سحق القيم النبيلة، باسم القيم.. وأولئك يعتقدون أن لهم تأثيرا على الرأى العام، مع أن الأغلبية الساحقة لا تعرفهم ولا تعترف بهم.. هم يتصورون أن آراءهم الركيكة، ومواقفهم المهترئة تمثل الناس.. والحقيقة أن الناس يسخرون منهم، ويديرون لهم ظهورهم.. لكنهم يسيطرون على ماكينة الإعلام، التى تطحنهم بدلا من أن تقدمهم للرأى العام.. هم أرادوا للإعلام أن يكون فاسدا، فلم يسعفهم وانحاز للشعب كخيار وحيد لكى ينجو بنفسه.
يستحق الفنان «هانى شاكر» نقيب الموسيقيين كل التقدير، كما يستحق أن نعلن انحيازنا له ودفاعنا عن قراره بفرض الاحترام على المطربين حين يطلون على جمهورهم.. فنحن نفهم الحرية ونقدرها وندافع عنها.. ونفهم أن اللعب على الغرائز والتجارة بالعرض وإفساد الأخلاق، لا علاقة لهم بالغناء ومحاولة تغذية الروح ومخاطبة العقل.. فإذا كان «هانى شاكر» ينتصر للفن باعتباره يدرك قيمته وأهميته، بعد مشوار طويل على هذا الطريق.. فالناس انتظروا القرار منذ سنوات.. وإذا كان من سبقوه لم يمتلكوا القدرة ولا شجاعة اتخاذ القرار، فلا يجب أن نتركه وحيدا.. كما لا يجب أن نصمت لنخذله فى مواجهة دعاة الحرية، وهم فى الوقت نفسه محتكرو التجارة ببضاعة فاسدة يسمونها الحرية!!
عندما يتحرك الوطن لتطوير الجهاز الإدارى للدولة، يخرج علينا الفاسدون بمظاهرات لتخويف الحكومة والشعب.. وإذا تحدثنا عن فساد أمناء الشرطة، يحاصرنا المنحرفون بصوت عال وبلطجة.. ولو طالبنا باحترام الروح الرياضية، يهاجمنا أولئك الذين يزعمون أنهم «أولتراس» لتصل وقاحتهم إلى سب الوطن خارج حدود الوطن.. نحن ندرك أن مصر تحاول أن تنتصر، والخونة يقاتلون لفرض الهزيمة عليها!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة