نؤكدها كل يوم، وكل ساعة، وكل دقيقة، وكل ثانية، وكل فيمتوثانية، أن بيادة أصغر جندى أمن مركزى، أو فى جيش مصر العظيم، الواقف فى سيناء تحت نار الشمس الحارقة، ممسكا بسلاحه، وأصبعه على الزناد، يترقب كل من يحاول المساس بأمن وأمان الوطن، ويعلم إنه مشروع شهيد فداء لأرضه وعرضه وشرفه، برقبة كل النحانيح والمتثورين اللاإراديين.
والواقفون أيضا تحت لهيب الشمس الحارقة، يحفرون قناة السويس، ويقيمون المشاريع الكبرى، والطرق الضخمة، ويؤمنون الجبهة الداخلية بكل قوة، أشرف من كل النخبة البزراميطية، التى تسعى لتحقيق مصالحها الشخصية على جثة الوطن.
الجندى فى الجيش المصرى، يمسك بندقية بيد لتدافع عن الوطن، وفأسا بيد، ليعمر ويبنى ويزرع، متحملا حرارة الجو الشديدة فى الصيف، والبرد القارس شتاءً، ويقفون فى الخدمات الموكلة لهم حمايتها، نهارا وليلا. بينما «دودى» ابن طنط «نازلى» المتعاطف مع نحانيح ثورة يناير، وحركة 6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، يجلس فى غرفة منزلهم المكيفة، معتكفا على اللاب توب، أو الأيباد، متصفحا مواقع التواصل الاجتماعى، الفيسبوك وتويتر، ومتنقلا بينهما، يبث الشائعات، ويرتوت الأخبار الضالة والمضللة، ويشير صورا وفيديوهات من سوريا والعراق، ويروج لها على إنها لأحداث فى مصر.
دودى ورفاقه من النحانيح، والنشطاء، يتبارون فيما بينهم فى إطلاق شعر رؤوسهم، وتضفيره، وربطه بتوكة، وارتداء البنطلونات الضيقة، والتيشيرتات اللاصقة، والكوفية الصوف المنقطة أبيض فى أسود، وعدد كبير من الحظاظات من كل الألوان، ويجلس على مقاهى وسط البلد مع صديقته الثورية، ويشرب قهوة على الريحة بن غامق، ثم يهاجمون الجيش المصرى ويصفونه بالعسكر.
الجندى المصرى، يستيقظ من نومه الساعة الخامسة فجرا، يحلق ذقنه و«يوضب» سريره، وينظف عنبره، ثم يبدأ طابوره الرياضى، ثم يتناول الإفطار، بعدها يقف فى خدمته الموكلة إليه، وينفذ ما يطلب منه بكل قوة وإصرار دون تأفف، أو تذمر، أو شكوى.
أما دودى ابن طنط نازلى، ورفاقه، وأصدقاؤه، يسهر حتى الصباح فى الدردشة مع فتيات صديقاته ويناقش معهن مصطلحات عمرو حمزاوى المكعبرة، عن المكارثية التى قفزت فوق رأس الفاشية وكسرت رقبتها - أى هرى والسلام - ثم يستيقظ من نومه الساعة 3 عصرا، ويشخط وينطر فى والديه طالبا فلوس للذهاب إلى مقهى «ريش» أو بار من بارات وسط القاهرة، ثم يفتح اللاب توب أو موبايله ليلقى نظره على النفايات التى ألقى بها الاشتراكيون الثوريون، أو 6 إبريل، أو جماعة الإخوان الإرهابية. ثم يتفاعل مع هذه النفايات، ويبدأ التعاطى معها، والترويج لها عن طريق الريتويت على تويتر، أو التشيير على الفيسبوك، ويصدقها ويؤمن بها، منحّيا عقله جانبا، و«مبسوط» أنه سلم عقله لغيره بأريحية.
الجندى المصرى، إنتاج مصنع الرجال، يحمل السلاح ويدافع عن حدود بلاده، بينما دودى ابن طنط نازلى إنتاج مصنع الميوعة، والخلاعة، والتعاطف مع حقوق الشواذ، والترويج للشائعات بهدف إثارة البلبلة فى الشارع، وتدشين كراهية مؤسسات الدولة وفى القلب منها، الأمنية، والقضائية.
دندراوى الهوارى
الجندى المصرى يقاتل فى سيناء.. و«دودى ابن طنط نازلى» على سرير أمه
الثلاثاء، 04 أغسطس 2015 12:11 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة