أسمع وأقرأ عجبا مما يصدر عن «عواجيز الفرح» الذين يتكلمون دون أن يقولوا شيئا.. ويتحركون دون أى فعل ملموس أو غير ملموس.. فهؤلاء يؤكدون فشلهم العصامى فى ممارسة السياسة، يوما بعد الآخر لاعتقادهم أنها مجرد جلسات نميمة فى الصالونات.. وبالقدر ذاته ثبتت جدارتهم فى العجز عن فهم ما يدور على أرضنا وحولنا داخليا وخارجيا.. فهؤلاء يجيدون الكلام الفارغ حول قضايا السياسة الدولية، إذا كان المجتمع يميل إلى الاستقرار والرغبة فى العمل والإنجاز.. ويتناسون أخطر القضايا فى محيطنا العربى أو الأفريقى ثم الدولى، إذا عثروا على ضالتهم فى قضية هامشية تثير ضجة بين عوام الناس.. فتجدهم يمارسون الدور الوحيد الذى يجيدونه بالبحث عن أى كمية زيت لصبها على أى شرارة لإشعال نيران!!
«عواجيز الفرح» يتكلمون عن قناة السويس الجديدة كما لو كانت مجرد ازدواج لأهم طريق مائى فى العالم.. لا يرون ما حدث تحت القناة الجديدة من حفر لستة أنفاق ستجعل قطارات السكك الحديدية قادرة على الوصول إلى آخر نقطة فى حدودنا الشرقية.. ويتجاهلون- عن عمد أو جهل- أهمية وصول المياه إلى سيناء.. ويتعاملون مع أخطر معارك الوطن ضد الإرهاب، على أنها مجرد مجموعة حوادث متفرقة.. لأنهم مشغولون دائما بأنفسهم ومكاسبهم من أى نظام، وفى حالة خسارة الرهان على النظام لا يتركون الفتات مما يتيسر لهم فوق الموائد!!
«عواجيز الفرح» لعبوا لسنوات طوال مع أكثر من نظام سياسى وضده.. واعتقدوا كما يعتقد البسطاء فى أن ثورتى يناير ويونيو كانتا مجرد حفلتين انتهوا منهما، وعادوا ليكرروا ألاعيبهم الفاشلة إبان عهد المخلوع!!
لعلى أركز على هؤلاء لأنهم أصبحوا مكشوفين أمام الرأى العام.. ويعتقدون أن الناس لم تكشفهم وتلفظهم، لذلك يبحثون عن أى فرصة للكلام فلا يسمعهم أحد- لكنى أسمعهم لأضحك- ويتهافتون على الكتابة فى أكثر من صحيفة.. دون أن يقرأهم أحد- لكنى أقرأهم لأتابع تدهور ركاكتهم- وعلى الأرض لا يكفون عن ممارسة النميمة فى المجتمعات المغلقة وعبر الهواتف التى يشعرون أن روحهم معلقة فيها.. ويجوز لى أن أبشرهم بأن زمنهم تم نقله مع ملايين الأمتار من الرمال التى حلت مكانها قناة السويس الجديدة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة