(افتح قلبك مع د. هبه يس).. (وهو شر لكم)

الأربعاء، 05 أغسطس 2015 01:10 م
(افتح قلبك مع د. هبه يس).. (وهو شر لكم) د. هبه يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أرسلت (ن) إلى (افتح قلبك) تقول:


أنا زوجة فى منتصف الأربعينات من عمرى، كنت أعمل موظفة فى وظيفة حكومية بسيطة عندما تزوجت، لهذا فقد كان زوجى هو المسئول الوحيد عن الإنفاق على البيت، لكن ومع السنوات وبعد إنجاب الأولاد (3 أولاد وبنت) أصبح الحمل ثقيلا، كنت أشعر بذلك ولكن لم يكن باليد حيلة، فقد كان مرتبى ضعيفا جدا يكاد يغطى نفقاتى الشخصية المحدودة.

الوضع لم يكن يعجب زوجى، بوازع من أمه التى كانت دائما تحثه على أن يطلب منى المساعدة والمساهمة فى الإنفاق، حتى ومع صغر دخلي، لهذا فقد ظلت تبحث لى عن وظيفة بمرتب أكبر بإصرار ودأب شديدين، حتى وجدت لى بالفعل إحدى الوظائف الحكومية أيضا، ولكن فى إحدى الهيئات ذات الدخول العالية، فإذا براتبى يصبح أضعافا مضاعفة، ويصبح ضعف راتب زوجى نفسه... حينها وحينها فقط شعرت ولأول مرة وبعد كل هذه السنوات من العشرة بأن حماتى ترضى عنى، لأنها اطمأنت أخيرا أنى سأحمل مع ابنها، أو عن ابنها كما كانت تخطط ربما.

اتفق معى زوجى منذ اليوم الأول فى عملى الجديد أنى سأشارك فى مصروف البيت بمبلغ مماثل لما يشارك به هو تماما، فوافقت بل ورحبت، ولما لا، فما فائدة الراتب الكبير إن لم نوسع به على أنفسنا وعلى أولادنا، ولكنى طلبت منه طلبا وحيدا فى المقابل، وهو أن أكون حرة تماما فى الجزء الباقى من مرتبى (وهو ما يعادل نصفه تقريبا)، أدخره أو أنفقه أو أفعل به أى شىء...لا دخل له ولا لأمه ولا لأى شخص به... واتفقنا.

دام هذا الاتفاق لشهور قليلة، تعد على أصابع اليد الواحدة، وبعدها بدأ زوجى يتراجع بالتدريج، فشهر يتحجج بأن (السجائر ارتفع سعرها)، وبالتالى فيجب أن يزيد مصروفه الشخصى على حساب الجزء الذى يدفعه من مصروف البيت، وشهر (أصلح سيارته) بمبلغ لم يكن فى الحسبان، وشهر (والدته احتاجت لأدوية) بالرغم من أن والدته مريضة منذ زمن بعيد، وتنفق على علاجها من معاش زوجها طوال الوقت... وشهر وشهر وشهر... كل شهر بحجة جديدة وبعذر مختلف، حتى ينتهى بنا الحال إلى أن اضطر إلى وضع راتبى كله تقريبا فى مصروف البيت، أما راتبه هو فلا أعرف أين يذهب.

طبعا حدثت بيننا خلافات كثيرة، وفى كل مرة أشكو من تراجعه عن اتفاقنا يكون رده: وما المشكلة فى أن تنفقى أنت أكثر مما أنفق؟، أنت تدخرين نصف راتبك، بينما أنا لا!!!، وكأننا لم نتفق مسبقا، وكأن ليس لى حق فى مالى الخاص، وكأنه جرم أن يكون لى مدخرات وهو لا!!!.

فى كل مرة يحتدم بيننا الخلاف تتدخل أمه- والتى كانت تعيش معنا معظم الوقت- فى اللحظة الأخيرة، فتجعله يعود لاتفاقنا شهرًا أو اثنين، ثم يرجع للتملص والتهرب والمخالفة من جديد... 6 سنوات على هذا الحال، شد وجذب، ومشاكل متكررة فى بداية كل شهر، حتى ماتت حماتى، وأصبح زوجى (من غير كبير)، فحتى من كانت تستطيع إصلاحه شهرًا أو اثنين لم تعد موجودة.

أرسل إليكِ الآن لأنى أفكر جديًا فى الانفصال، فها أنا وبعد كل هذه السنوات من الكفاح والشقاء أجد نفسى شبه مسئولة عن نفسى وعن أولادى وعن بيتنا بمفردى، فلماذا إذا أبقى مع هذا الرجل الذى صغر فى عينى منذ وقت طويل؟ لماذا أتحمل مزيدًا من الأعباء والتحكمات منه؟ و لماذا أصبر على مزيد من المشاكل والخلافات والمشاحنات؟ طالما أنا من تقود السفينة فى جميع الأحوال، فسأقودها إذا بمفردى فعلا، على الأقل سأريح نفسى منه هو شخصيًا.

عندما صرحت لزوجى بتفكيرى هذا وبرغبتى فى الانفصال، ثار وهاج، واتهمنى بـ(قلة الأصل) لأنى أريد أن أتركه بعد أن فتح الله علىَّ، واتهمنى أيضا بـ(نكران الجميل) لأنى طلبت الانفصال عنه بعد أن ماتت من كانت السبب فى هذه الوظيفة وهذا الرزق الواسع، لم يكتف بقول هذا لى، بل أخذ يشيع هذه الاتهامات بين أهلى وأهله وأولادنا، حتى قلب بعضهم علىَّ لدرجة أنى أجد نفسى أحيانًا مضطرة للدفاع عن نفسى، وعن نيتى و ن أصلى وتربيتى، لمجرد أنى أريد أن أكون حرة فى مالى، وفى إطار اتفاقى مع زوجى، وليس بعيدا عن هذا الإطار أو ضده، فلست أنا من أخل باتفاقه ورجع فى كلامه، وبالرغم من هذا فأنا أجد نفسى مضطرة إلى قبول ذلك وبالرضا عنه، وإلا أصبح جاحدة وناكرة للجميل، وأنانية وقليلة الأصل... هل أنا مخطئة حقا؟ هل على أن أقبل وأسلم بالأمر الواقع؟ أليس من حقى أن أتمسك بحقى؟

وإليكِ أقول:
(مرتب الزوجة) من أكبر مصادر المشاكل والخلافات بين الأزواج فى عصرنا الحالى، إن لم يكن أكبرها على الإطلاق، وفى جميع دول العالم بالمناسبة، لدرجة أنه يندر أن يكون (دخل الزوجة أكبر من دخل الزوج) دون أن تحدث مشاكل بين هذين الزوجين، فلا زالت المرأة تريد من زوجها أن ينفق هو عليها، وتنتظر منه أن يكون العائل الأساسى لها ولبيتها، مهما بلغت هى من مناصب، ومهما ارتفع دخلها، فى حين أن الرجل يأمل أن يكون دخل زوجته سببا فى اتساع الرزق فى بيته، وينتظر منها أن تعوضه هى عن عدم وجودها فى البيت ببعض من مالها، فتكون سببا فى تخفيف العبء من على أكتافه ولو بعض الشىء.

لا ينجو من مثل هذا المأزق إلا من رحم ربى، حين يقدر الرجل أن لزوجته ذمتها المالية المنفصلة، وأن لها حقا- شرعا- فى التصرف فى مالها كيف تشاء مهما كثر، وبالتالى فهو يسمح بمساهمتها فى البيت، لكن وفى نفس الوقت لا يجبرها على ذلك، وحينما تلمس المرأة أن الرجل يبذل ما فى وسعه بصدق، وأنه لا يبخل عليها أو على بيته بما لديه، وبالتالى فهى تجود بما لديها أو ببعض منه عن طيب خاطر، وبرضا نفس حقيقيين، فلا تفسد حياتها بالمن والأذى، أو بالتفضل والاستعلاء طوال الوقت.

سيدتى... لا يمكننى الجزم بأنك محقة تماما، لأنه عادة وفى مثل هذه الحالات يكون دائما للعملة وجهان، وقد ينقلب الوضع تماما إذا سمعنا نفس القصة لكن من الطرف الآخر، لهذا دعينى أخبرك برأيى فى الحالتين:
فى حالة أنك كنتِ اتفقتى مع زوجك على أن يضع هو 5 قروش- مثلا- فى مصروف البيت، على أن تضعى أنت أيضا 5 قروش مثله، وتحتفظى لنفسك بالـ5 قروش الأخرى المتبقية من راتبك، ثم بدأ يقلل هو من المبلغ الذى يضعه على أن تكملى انت الناقص عنه، فأصبحتى أنت تضعين 7 أو 8 قروش ، فى حين يضع هو 2 أو 3، فهو بذلك مخطئ و لا شك، مرة لأنه لم يوف بوعده، وخالف اتفاقه معك، ومرة أخرى حين سمح لك بأن تنفقى أنت أكثر منه على بيته- مع قدرته على أن ينفق هو- فحتى ومع أطيب النساء نفسا ومع أكثرهن جودا، هذا ليس بالوضع المقبول، والذى من شأنه أن يخلق نوعًا من الحساسية الصامتة بين الزوجين، وفى هذه الحالة طبعا لك كل الحق أن تطالبيه بالالتزام باتفاقكما معا، وأن تطلبى تدخل بعض العقلاء من أهلكما لضمان حدوث ذلك إن أمكن.

أما فى الحالة الثانية، إذا كان زوجك يدفع نصيبه من مصروف البيت، بينما زادت متطلبات وطموحات واستهلاكات هذا البيت، بحيث وجدتى نفسك مضطرة إلى دفع المزيد من مدخراتك على البيت، الأمر الذى خالف اتفاقكما، والذى أثار ضيقك بالتأكيد... ففى هذه الحالة زوجك غير مخطئ نهائيا، فهو بذل ما بوسعه، وأنفق على قدر استطاعته، كون أن التطلعات قد زادت، وأن سقف المتطلبات قد ارتفع، فهذا ليس ذنبه، وهو ليس مطالبا بفعل المزيد، وفى هذه الحالة ليس لك أى حق بأن تطالبيه بأى شئ يفوق طاقته.

أما عن اتهامه لك بـ(قلة الأصل) فأنا لا أفهمه حقيقة، وأجده اتهاما باطلا، فقليل الأصل هو من يتخلى عن ذويه عندما يفتح الله له، ويوسع عليه لمجرد أن وضعه تحسن، وبلا أى أسباب أخرى، فنجد الرجل يتزوج من أخرى أصغر وأجمل من زوجته لا لأن زوجته أساءت، ولكن لأنه أصبح يملك مالا أكثر، أو نجد المرأة تنفر من زوجها وتطلب الطلاق لا لأنه أخطأ، ولكن لمجرد أنها أصبحت تريد من هو أفضل...هذه هى قلة الأصل، أما عندما تطلبين الانفصال لأسباب و لوجود مشاكل و خلافات معينة...فلا أرى لقلة الأصل علاقة بذلك.

نصيحتى لك أن تبحثى عن أى طريقة (ربما اتفاق مكتوب بحضور وبشهادة شخص ثقة) لضمان تنفيذ اتفاقكما فيما بعد، وخذى وقتًا واصبرى على تنفيذ ذلك قبل أن تسلمى بفشل الأمر وتفكرى فى الانفصال، فالأمر ليس سهلا، و له الكثير من الجوانب السلبية التى لا يعلمها سوى من مر بها.

وأخيرا أريد أن أسجل تعجبى... سبحان الله... كيف سعت تلك الأم- أم الزوج- بكل طاقتها لتوظف زوجة ابنها، لتخفف عنه، وتحمل عنه وتريحه، فكان ذلك هو السبب الرئيسى فى دمار بيته وانهياره بعد ذلك... فعلا (عسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم).

الصفحة الرسمية للدكتورة هبه يس على الفيس بوك












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

dina

فعلا

عدد الردود 0

بواسطة:

اسراء

فكري قبل و بعد الطلاق حالك مع مالك هيكون ازاي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة