دائما يحضر اسم كابتن "غزالى" فى المناسبات الوطنية، هذا الرجل العجوز، الذى عندما تراه للوهلة الأولى تشعر وكأنك أمام رجل "مصلوبة جواه السنين"، كلماته تبدو على الدوام أكثر حماسًا وشبابًا يصدح بها فيلهب مشاعر المقاتلين على الجبهة وفى المعركة، ويشدو بها المطربون فيتحمس الأبطال.. العم غزالى على السمسمية غنَى للوطنية وللشهامة وللشهداء.. وتغنى بكلماته الكينج محمد منير فتسمعه وهو يشدو "غنّى يا سمسمية لرصاص البندقية ولكل إيد قوية حاضنة زنودها المدافع.. غنى لكل دارس فى الجامعة والمدارس لمجد بلاده حارس من غدر الصهيونية.. غنّى لكل عامل فى الريف وفى المعامل بيأدى الواجب كامل وادّيله وردة هدية.. غنّى ودق الجلاجل مطرح ضرب القنابل راح تطرح السنابل ويصبح خيرها ليّا" تطرب للأغنية وتعيد لك أجواء الاحتفالات بالنصر.
أغانى كابتن غزالى تخطت الـ 800 أغنية، ورغم حجم عطاءه الكبير فهذا الرجل الثورى ليس معروفا عند الكثيرين، لكنه يعد من أهم الشعراء الذين تغنوا وكتبوا أغنيات للوطن وأحلامه وكانت أغانيه تشعل حماس أبطال السويس والجنود على الجبهة فى حربى الاستنزاف وأكتوبر، ومازالت باقية إلى الآن إذ تغنى مؤخرا محمد منير من كلماته "فات الكتير يا بلادنا" احتفالا بقناة السويس الجديدة.
رحلة العم "غزالى" طويلة.. فبعد نكسة يونيو 1967 كوّن مجموعة من الشباب لعمل مقاومة شعبية، وكون فرقة من المثقفين أطلق عليها أسم "أولاد الأرض" كان الهدف منها إلقاء الأغانى الثورية لتحميس الشباب والمقاتلين على الجبهة، وحسب ما ذكر "غزالى" فى حورات صحفية سابقة فإنه بدأ الغناء ببطانية مفروشة على الأرض، وأقام مسرحا هو وفرقته لينُشد من فوقه الأغانى الحماسية التى تزيد من التعبئة المعنوية للجيش والفدائيين على طول الجبهة والمواقع العسكرية من بورسعيد للغردقة"، ويقول: "الأغانى فى ذاك الوقت كانت بمثابة منشورات سياسية تجذب الناس وفرقة «ولاد الأرض» قدمت عروضها للجيش والفدائيين، ومع قرار وقف إطلاق النار، وتعليق عمليات حرب الاستنزاف قامت الفرقة بالكثير من الجولات فى مختلف أنحاء الجمهورية فى المراكز والقرى بشكل تطوعى"، ويضيف غزالى فى حوار له :"كان هدفها إننا نقول للناس كلام مغاير لكلام الحكومة، ونوضح حقيقة الأحداث اللى بتحصل فى الحرب، وفى مدن القناة، أنا كانت فكرتى فى كل الأغانى والأشعار اللى بنكتبها إننا نعرّف الناس اللى بيحصل بأبسط الكلمات، لأن المثقفين كان كلامهم كبير ومكنش حد بيفهمه".
غنى عم غزالى لشهداء حرب أكتوبر بكلماته: ''خلديهم يا بلدنا لما نصرك يبقى عيد، على محرم بن قلبك مصطفى وأخوه سعيد، خلديهم يابلدنا وأيدى منهم نور صباحك، خلدوكى هم قبلا لأجل ما تعود لبراحك، إبراهيم سليمان وأشرف أحمد أبو هاشم فى أشرف، ملحمة والمولى حافظ، ندهتك فايز يا حافظ، والسويس أدان ومدنى''.
حياة كابتن غزالى جزء من الحرب والنصر.. لذلك فلديه آراء سياسية خاصة، حيث يرى أن الرئيس الراحل أنور السادات تسبب فى عدم اكتمال نصر أكتوبر بسبب سياساته الخاطئة ويقول فى حوار سابق له: ''السادات كان ماشى على خط عبد الناصر بأستيكة، عبد الناصر كان اشتراكى وبيحب الفقراء وعمل أعظم قضية فى التاريخ حل القضايا الاجتماعية، لكن السادات بعد أكتوبر، جاب أعفش الناس وأعطاهم السلطة".
وغنى كابتن غزالى وقت الحصار أغنيته الشهيرة ''يا صبر يا صبار.. مضغوك الغلابة، زرعوك يا صبر على قبر الشهيد لبلابة، زى الهوا.. يا حبيبى زى الهوا غنوك الديابة.. نشيد للجيل.. يهد الحيل.. وزيادة.. إنما للصبر حدود''.
ويبقى كابتن غزالى أحد أبطال المقاومة الشعبية بالسويس، ومؤسس فرقة أولاد الأرض، أشهر من قاوم الاحتلال الإسرائيلى بالسويس ومدن القناة بالغناء على السمسمية لرفع الروح المعنوية للجنود منذ نكسة 1967، حتى انتصار أكتوبر 73.
حكاية "كابتن غزالى".. قاوم الاحتلال بالسمسية.. غنى فوق بطانية على الجبهة ثم أنشأ مسرحا هو وفرقته "أولاد الأرض".. حب عبد الناصر وزعل من السادات.. ومنير يغنيله "فات الكتير" احتفالا بقناة السويس الجديدة
الأربعاء، 05 أغسطس 2015 02:12 م
كابتن "غزالى"
كتب العباس السكرى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة