محمد الغيطى

صرخة الطفلة جاسى

الأربعاء، 05 أغسطس 2015 08:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أتمنى الكتابة عن فرحة المصريين بمعجزة قناة السويس التى تم إنجازها فى عام، كما وعد الرجل القائد وأوفى بوعده، عن زيارتى للقناة ورؤيتى لعمال يحملون الحجارة لكسوة الضفتين قبل الافتتاح فى درجة حرارة اقتربت من الخمسين ونحن كنا نتأفف من تكييف الباص ونزورهم كـ«سواح»، وهم يسارعون الزمن بعزيمة من حديد، كنت أتمنى الكتابة عن أحد العمال الذى قال لى: «أنا حلفت ما تجوزش إلا بعد الافتتاح وهاجيب عروستى واعمل الزفّة هنا»، وكنت أتمنى الكتابة عن عامل الأسانسير الذى قال لى ببساطة: «هانت كلها كام يوم والقناة يفتحوها ونشوف فلوس زى الرز والعيشة تحلى»، سألته: «من قال لك هذا الكلام؟»، فقال: «الإعلام اللى أنت بتطلع فيه يا أستاذ»، ولحظتها شعرت بطعنة، لهذه الدرجة يمكن أن يهول الإعلام الحدث، كنت أتمنى الكتابة عن الحدث وأقول إننا نبدأ الخطوة الأولى يا إعلاميى الغبرة والغيبوبة، لا تكونوا ملكيين أكثر من الملك، ولا تزايدوا فى مزاد الوطن، البعض فكرنى بمؤتمرات الحزن الوطنى، للأسف مدرسة التطبيل لاتزال متسيدة المشهد فى سيرك الإعلام، كنت أتمنى الكتابة عن كل هذا بالتفصيل لكن صورة جاسى لم تفارق ناظرى، جاسى صاحبة أجمل ابتسامة لطفلة، العينان تضحكان فى براءة وطهارة قطرات الندى على خد زهرة، والجبين كأنه شمس الصباح، هى زهرة لم تكمل ربيعها الرابع كانت تجلس بجوار والدها ضابط الشرطة بمديرية أمن الفيوم شريف سامى وهو يقود سيارته، وطلب من صديقه المحامى رامى أحمد أن يأخذها على رجله ليستطيع القيادة، كانوا متوجهين لحضور عقيقة صديق لهم بقرية بالفيوم، وعند مدخل سنورس خرج ملثمون من سيارة واقفة وأمطروها بالرصاص، الطفلة قفزت من أيدى صديق والدها نحو حجر أبيها، والكلاب لم يرحموها بعد أن غربلوا رامى 35 عاما بالرصاص توجهوا لها ولأبيها، يذكر أن سامى له شقيق ضابط وهم تصوروا أنه مع شقيقه فى نفس السيارة، يعنى أرادوا اغتيال ضابطين شقيقين، وعندما شاهدوا الطفلة وكان أبوها يصرخ تعمدوا تصفيتها، أين الإسلام يا مسلمون، هل هذا هو الدين يا إخوان الشيطان، يا تتار العصر وتجار الإسلام، هل أرضعتكم أمهاتكم دماء إبليس أم أن قلوبكم قد أصبحت من صخر يا نسل الخوارج، جاسى كان كل حلمها لعبة وحضن أم ومداعبة أب، كانت شقية صورها على موقع «اليوم السابع» تمزق نياط القلوب، أمها فقدت النطق، وأبوها لا يصدق أنها نزفت دمها على حجره وتحولت لجثة هامدة بين ذراعيه، من يقرأ تعليقات جيران جاسى ومعارفها يعلم أنها كانت طفلة معشوقة من الجميع وابنة كل أب وكل أم، الناس مش مصدقة، ما ذنب البراءة ليذبحوها، ويتركون حزنا لا يغسله بحر يوسف ولا يعوضه مال قارون، أين الأخ أيمن نور الذى يتحدث عن الدماء، نور الذى يعيش فى ظلام السبوبة الإخوانية الغنوشية المرزوقية التميمية الأردوغانية هل أتاك حديث جاسى، نور يعانى من العمى الحيثى، وصدق عليه قول المولى فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور، أين أصحاب دكاكين حكوك الإنسان، انشروا صورة جاسى فى كل مكان، هذه أفعال الإرهاب الإخوانى، انشروها للأوربيين الذين تظاهروا فى عواصم العالم من أجل الطفل الفلسطينى الذى حرقه الإسرائيليون، للغرابة نفس أسلوب الصهاينة يمارسه أبناء الماسونى حسن البنّا، ادعو لأم جاسى يصبرها الخالق وقولوا لها إنها ضمنت مكانا فى الجنة، أما القتلة فأقول لهم هل نامت أعينكم بعد سماعكم صراخها، أم أخذتكم النشوة، هل رأيتم هلعها قبل أن تغتالها بنادقكم، طبعا لا شعور ولا ضمير، ولا نامت أعين الجبناء، أما أفراد الشرطة فارجوكم كفى تهريجا، تحركاتكم مرصودة من الجماعة ونحن فى حرب وهم مرتزقة، وأسيادهم يحركونهم بالريموت من الخارج، أشعر أن أفراد الشرطة يتصورون أننا فى نزهة أو جولة مصارعة حرة مع الإرهاب. الله يرحمك يا جاسى ويقهر من قهروا والديك آمين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة