اليوم الفرحة الكبرى بالإنجاز المصرى الخالص، اليوم يستطيع المصريون أن يفخروا بأنفسهم أمام العالم، فقد حققوا معجزة حقيقية فى حفر القناة الجديدة فى زمن إعجازى وليس قياسيا فقط، اليوم يقول المصريون للعالم إننا قادرون على صنع المستقبل رغم المصاعب والتحديات، وأن مصر وطن لا يموت أبدا وأن من يراهن على كسره وهزيمته هو الخاسر والمهزوم لا محالة، لأنه لم يقرأ التاريخ ولم يعرف عبقرية وجبروت هذا الشعب فى صلابته ووحدته وقوته وقت الشدائد والتحدى.. «كم بغت دولة على وجارت، ثم زالت وتلك عقبى التعدى».
على مر الأزمان فى التاريخ القديم والحديث والمعاصر، ظن أعداء مصر فى أوقات الانكسار والهزيمة أن هذا البلد لن تقوم له قائمة وأن هذا الشعب أصابه الوهن والضعف واليأس وأن الوقت قد حان للانقضاض عليه ومحو سيرته، ووسط هذه الأوهام والظنون يخرج الشعب المصرى كالمارد والعنقاء من تحت ركام الهزيمة واليأس رافضا الموت والانكسار، عاشقا للانتصار والحياة.. «أبدا بلدنا للنهار بتحب موال النهار» و«ابنك يقولك يا بطل هات الانتصار».
اليوم هو واحد من أيام المجد والفخار للمصريين، فهم اليوم- كعادتهم- عندما تتوحد الإرادة والهدف، يسطران بوهج العبقرية المصرية تاريخا جديدا لهم وللعالم، وكما قال ذات يوم العلامة الدكتور جمال حمدان «إن هذا البلد قادر بسرعة مذهلة على النهوض والتقدم»، فشق قناة جديدة وفتح آفاق رحبة على المستقبل بمشروع التنمية الشاملة فى محور قناة السويس وسيناء، يؤكد للعالم حقائق التاريخ الراسخة بأن مصر بلد للبناء وتصدير الحياة والإسهام فى الحضارة الإنسانية وليس وطنا للعنف والإرهاب والتخلف الفكرى.. «وقف الخلق ينظرون جميعا كيف ابنى قواعد المجد وحدى وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى».
اليوم 6 أغسطس 2015، هو يوم للتاريخ وما سيأتى بعده فى مصر لن يكون مثل ما مضى، فقد وضع مشروع القناة الجديدة المصريين أمام تحدٍ مهول فى إنجاز باقى أحلامهم وطموحاتهم لتحقيق النهوض والتنمية والتقدم. قناة السويس باتت النموذج الملهم فى العمل والبناء وإنجاز باقى مشاريعنا وأحلامنا، ولن نقبل بأقل من ذلك فى الإنجاز فقد وعد الرئيس القائد عبدالفتاح السيسى بإنجاز القناة فى عام ولم يخلف ظنه المصريون، وأظنه فى ما هو قادم لن يقبل بالتهاون والتراخى فى تحقيق باقى المشاريع والمهام، فى مشروع زراعة المليون فدان ومشاريع الطرق الجديدة والقديمة وفى مشروع العاصمة الإدارية والمثلث الذهبى والساحل الشمالى الغربى، وفى إعادة هيبة القانون، فقد ذاق المصريون حلاوة الإنجاز وعادت إليهم الثقة فى الذات بقيادة ربان السفينة المخلص.. «ياريس المركب ياريسنا.. خطوتنا بك تكبر ياريسنا. عدينا بك البحر، حطمنا بك الصحر وبقينا بك قوة هزت كيان الدهر وانت زعيم الشعب حارسنا يا ريسنا».
هى الفرحة الكبرى بقناة السويس الجديدة ويبقى الأمل والعمل والعزم والإرادة على إنجاز ما هو قادم من أحلام.. فهى ضربة البداية الحقيقية فى مشوار طويل وصعب لكنه ليس مستحيلا أبدا.