خروج الملايين فى الشوارع والميادين للاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، تفويض جديد للرئيس عبدالفتاح السيسى بعد عام من توليه الحكم، لاستكمال المشروعات الكبرى وتطهير البلاد من الإرهاب، والبدايات تبشر بالخير، فعلى أرض الواقع شهد العالم كله، إنجاز مصريا يشبه المعجزة، متمثلا فى حجم العمل ودقة تنفيذ والقدرة على الإنجاز، واختصار الوقت فى زمن قياسى، مما يعطى انطباعا جيدا عن الإمكانيات والخبرات المصرية التى كان البعض يشكك فيها ويراهن على الفشل، فجاء يوم الافتتاح بردا وسلاما على أبطال الإنجاز العظيم، ورفعوا رأسنا عالية فى السماء، وقدموا بيانا عمليا للخبرات المصرية الحقيقية، سيكون بإذن الله جاذبا للمستثمرين العرب والأجانب.
خروج الملايين بالأعلام والزينات وفرحتهم بالرقص والغناء، تفويض جديد للرئيس لاستكمال خطة تطهير البلاد من الإرهاب، وكانوا على ثقة تامة بأن رجال القوات المسلحة والشرطة، لديهم القدرة التامة على كل شبر من أرض الوطن، وعدم السماح للإرهابيين بتعكير صفو الاحتفال، وهو ما تحقق بالفعل، فخرجوا أطفالا ونساء ورجالا وشيوخا، فى صورة رائعة تشبه ما حدث فى 30 يونيو، وبشكل حضارى جميل ومنظم، لم يحطموا سيارة ولم يحرقوا أتوبيسا ولم يعتدوا أو يتحرشوا، وتبادلوا العناق والتحية مع حماة الوطن الشجعان من رجال الجيش والشرطة.. وشتان بين سلمية حب الوطن التى تستنهض الروح المصرية الأصيلة، وتنبذ العنف القتل والدماء، وسلمية الكراهية المدججة بالسلاح والقنابل والمولوتوف والخرطوش، وليتنا نغمض عيوننا لحظة ونتذكر ماذا فعلوا بنا، فى رابعة والنهضة ومسجد رمسيس والمجمع العلمى وغيرها، وكيف اقتحموا الأقسام وهربوا المجرمين وسرقوا الأسلحة وقتلوا بها الناس، وكيف حاولوا أن يجعلوا القاهرة مثل صنعاء وبغداد ودمشق، ولكنهم اصطدموا بجدار فولازى اسمه جيش مصر.
الشعب الذى عاش الأفراح لن يعود إلى الأحزان، والناس يتطلعون لتكرار نفس النموذج فى محور تنمية قناة السويس، وفى مشروعات أخرى عملاقة فى مختلف المحافظات، ليحتفلوا ويأخذوا إجازة ويخرجوا فى الشوارع والميادين، يرقصون وينشدون الأغانى الوطنية ويحملوا صور الرئيس، ويحتفلوا معه بإذن الله، بمناسبتين: افتتاح مشروع قومى جديد، يحمل لهم الخير والأمل والتفاؤل، وإنجاز عظيم نقدمه هدية لشعوب العالم: «مصر خالية من الإرهاب».