لما تأكدت الجماعة الإرهابية من فشل «النفير العام»، ولم تتمكن من إفساد احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة، لجأت الآن إلى «النواح الكاذب»، بمناسبة ذكرى فض اعتصامى رابعة والنهضة، التى تحل يوم الجمعة المقبلة، والنفير هو إعلان الحرب الجهادية على «المصريين الأعداء»، وكانت ساعة الصفر يوم الاحتفال بافتتاح القناة، حيث أحكمت قوات الجيش والشرطة قبضتها على كل شبر من أرض الوطن، وقدمت بيانا عمليا لإجهاض العمليات الإرهابية قبل وقوعها، ونجحت فى تأمين المنشآت والممتلكات العامة والخاصة، وفرض سطوة الأمن وهيبة الدولة، وتوجيه إنذار شديد اللهجة بأن أمن مصر خط أحمر، وأن الدولة استردت قوتها، وأن الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة.
لم تعلن الجماعة الإرهابية النفير العام فى ذكرى فض رابعة ولن تعلنه، حتى لا يتحول الأمر إلى نكتة تثير السخرية، واستبدلته بألبوم مصور تروجه على مواقعها الإلكترونية بعنوان «رابعة استورى»، ولأول وهلة يمكن استنتاج محتوياته دون إهدار الوقت فى تصفحه.. صور مزيفة وقصص كاذبة، مثل الموتى الذين يتحركون، وأطفال رابعة الشهداء الذين هم فى الأصل أطفال سوريا، وخرافات مرسى الذى يؤم الرسول صلى الله عليه وسلم فى الصلاة، وسيدنا جبريل وهو يصلى الفجر فى رابعة، و«تكبير..
تكبير.. تكبير»، وأتوقع ألا يتضمن توثيق الإخوان تهديدات زعماء الإرهاب بالسيارات المفخخة، وبحور الدماء ووقف العمليات فى سيناء مقابل عودة مرسى، ولا فتاوى الجهلاء بأن الوقوف برابعة أفضل من الوقوف بعرفات.
وحتى لا ننسى، لأن ذاكرة الرأى العام قد تكون ضعيفة، فمن المفيد توثيق جرائم الإخوان، وأن نذكّر الناس بالإرهابيين الذين اقتحموا قسم شرطة كرداسة، وقتلوا الضباط بصورة وحشية، مثلما تفعل داعش لإثارة الرعب والفزع والخوف، وتجرؤهم على مقر الحرس الجمهورى، واحتلالهم ميدان رابعة وكأنها دولة داخل الدولة، يديرها إعلام الجزيرة السافل، وتعذيبهم للمواطنين فى سراديب تحت الأرض، وسلخانات مكتب الإرشاد والقصر الجمهوى، وحصار مؤسسات الدولة السيادية فى القضاء والإعلام والشرطة، والبلطجية الذين يحملون الخرطوش أمام الكاميرات، والمؤامرة الكبرى لتكرار نماذج الجحيم العربى فى مصر.. وغير ذلك من الذكريات السوداء، التى يجب ألا ينساها الناس.