أكرم القصاص

ندم التماسيح على تدمير العراق وليبيا!

الأحد، 09 أغسطس 2015 07:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أكثر من مناسبة يعترف بعض المسؤولين الأمريكان أو الأوروبيين بالخطأ فى تدمير دول مثل العراق وليبيا، ويبدون ندمًا، لكنهم يشجعون على تدمير دول أخرى. وآخر هذه الاعترافات كان قول الرئيس الأمريكى باراك أوباما إن الصراعات الطائفية فى العراق تصب فى مصلحة إيران، وإن قتل الرئيس العراقى السابق صدام حسين كان خطأ كبيرًا لأنه كان فى صالح إيران، وهى المستفيد الوحيد من ظهور تنظيم «داعش».

أوباما قال هذا فى مؤتمر صحفى حول «الاتفاق النووى الإيرانى»، الأربعاء الماضى، والاعترف هنا ليس تعاطفًا مع معاناة الشعب العراقى لكنه من وجهة نظر المصالح الأمريكية.

ومنذ شهور ظهرت تصريحات من مسؤولين أوروبيين ومن حلف الناتو قالوا فيها إن التدخل فى ليبيا بالشكل الذى جرى، وإسقاط القذافى دون عملية سياسية كان خطأ فادحًا. واستبعد مسؤولو الناتو أى تدخل حالى، لأنهم لا يريدون مواجهة داعش، وجماعات الإرهاب التى تمثل الفوضى فى ليبيا، والاعتراف بالخطأ لا يشمل أنهم دمروا الدولة الليبية، بل دعموا المرتزقة المسلحين.

أوباما تحدث عن إسقاط صدام، لكنه لم يتحدث عن تعمد تدمير الدولة والجيش والمؤسسات العراقية حتى بعد صدام، والسماح بانتقال الإرهابيين الذين كانوا أساس قيام داعش.

الإرهاب فى العراق أو ليبيا هو نتاج واضح لتعمد إسقاط هذه الدول وتفكيك مؤسساتها، ومن مذكرات قادة أمريكيين وأوروبيين شاركوا فى الحرب، كان تفكيك وإسقاط الدولة فى حد ذاته هدفًا ليس فقط لأمريكا لكن للجماعات والمعارضة التى تربت فى أمريكا. واعترف بول برايمر، الحاكم الأمريكى للعراق، أن التقارير الاستراتيجية حذرت من فوضى ما بعد تدمير الدولة بعد سقوط صدام، لكن إدارة بوش بمشورة المعارضة المصنوعة أمريكيًا أصرت على تفكيك الدولة والجيش، وهو ما صنع فراغًا دخلت منه القاعدة ثم داعش.

من هنا لا يبدو الاعتراف بالخطأ فى تدمير العراق وليبيا جديًا، والدليل أن نفس هذه الدول دعمت الإرهابيين فى سوريا، مثل داعش والنصرة، وهى تنظيمات تعيش فى الفوضى وغياب الدولة.

الأهم أن خارجية أمريكا والناتو والإعلام فى أمريكا وأوروبا كانت تروج لغزو العراق، وتمجد الإرهابيين فى ليبيا، وتطنطن دائمًا أنه يلتزم المهنية والإنسانية، وبعض هؤلاء مازالوا ينشرون تقارير تزدحم بالأكاذيب فى كل اتجاه، ولعل بعض من يقتاتون عندنا على ما يترجم من صحافة الترويج للقتلة، ينتبه لكون هؤلاء شركاء فى جرائم تحطيم دول، وصناعة الفوضى، بدعوى مساندة الحريات، بينما كانوا يصنعون الطائفية، ويغذون الكراهية بلا ندم.. وهل يقرأ عشاق المترجمات ندم التماسيح؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة