إسراء عبد الفتاح

نحن نعيش فى زمن المسخ

الجمعة، 11 سبتمبر 2015 10:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم كونها كلمة كُتبت فى إحدى روايات الأسوانى، حيث ارتفع صوت زكى باشا الدسوقى «عادل إمام» وهو يصرخ بأعلى صوته فى ميدان طلعت حرب، فى قلب القاهرة، أمام عمارة يعقوبيان، لتستوقف الكثيرين، وأخذوا يرددونها ويكتبونها ويحورونها لتناسب مقاصدهم، إلا أنهم اتفقوا جميعًا على كوننا نعيش فى «زمن المسخ» لنختصر بهذه الكلمة كل ما يمكن أن يقال فى وصف الحالة الراهنة، زمن نتحول فيه من سيئ إلى أسوأ!.. ومن أهم مظاهر المسخ:

- جامعة عين شمس: نلتزم باستثناء أبناء الكبار من التوزيع الجغرافى لاعتبارات قومية، حتى نفى المسؤولين للخبر يحمل إثباتًا أكثر منه نفيًا.

- حظر النشر فى قضايا الفساد التى تتورط فيها أسماء كبيرة ومعروفة، ومسؤولون من الدرجة الأولى، مع أنهم لم يذكروا أن ذلك لـ«اعتبارات قومية»! والمذهل الذى لا يحدث إلا إذا كان المكان مصر، والزمن زمن المسخ، أن تكون الرشوة هى أن تقضى فريضة من فرائض الإسلام الخمس، وهى الحج.

- ما يردده شخص محسوب على كل الأنظمة التى مرت بها مصر عندما قال «البرلمان القادم خطر على رئيس الجمهورية والدولة المصرية»، وأنا أشاركه الرأى، فالبرلمان المقبل عميل وخاين وأخذ تدريبات فى صربيا، ويتمول من الخارج، ويريد هدم الدولة، فاحذر يا سيادة الرئيس، البرلمان فيه سم قاتل!

- عدم وجود ماهينور المصرى فى محبسها عند زيارة المجلس القومى لحقوق الإنسان، مع أن الحكم نهائى، وفى الوقت ذاته عدم تحرير أى محضر بهروب السجينة، أو أن تنزعج السلطات مثلًا لعدم وجودها فى محبسها لتقضى العقوبة!.. تصريح ساذج مصاحب بإعادة إنتاج فيلم «البرىء» يعد من أهم مظاهر زمن المسخ.

- صفر مريم، الصفر الذى لم تقدر دولة كاملة على تفسيره، والذى لم تستطع حكومة كاملة على إقناع شعبها بهذا الصفر، الصفر من الأرقام الرئيسية لزمن المسخ.

- سب وقذف سفير دولة عظمى بأبشع الألفاظ على شاشات الإعلام دون أى رد فعل من أى مسؤول مصرى تجاه ذلك، مهما كان خلافنا مع الدولة أو السفير، فهذا يعنى أننا فى زمن المسخ.

- ألّا نرى من مظاهرات لبنان غير الفتيات، وماذا يرتدين، وماذا يفعلن، مما جعلهن يخرجن عن صمتهن ويلقنّ الشباب المصرى الذى ينشر هذا المحتوى درسًا قاسيًا، فيا له من مسخ.

لا أستطيع خلال هذه السطور القليلة أن أعدد كل مظاهر زمن المسخ الذى نعيشه هذه الأيام، لكننى حاولت أن أستعير مجرد نماذج لعل وعسى أن نرى خطورتها، ونحاول أن نعالجها، فلا أدرى ما أسوأ من المسخ لكى نخشى من الوصول إليه إذا تصاعدت وتكررت تلك المظاهر لتشمل كل جوانب مجتمعنا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة