عندما وصلت منطقة «سادافود» التجارية، كان فى انتظارى سامى منصور رئيس اتحاد الطلاب المصريين السابق بموسكو، وهو أحد النماذج المصرية المشرفة، كافح داخل مصر وفى روسيا متجاوزا كل الصعوبات، وهو الآن يقترب من إنهاء رسالة الدكتوراة ويسعى لتأسيس فرع للجالية المصرية فى سانت بطرسبرج، حيث تعيش أسرته الصغيرة
قادنى سامى منصور فى جولة داخل مجمعات «سادافود»، وهى مجموعة من المولات الكبيرة المتجاورة يملكها لوبى من اليهود الشرقيين وبينها مناطق تمثل أسواقا شعبية، ويؤجرون كل سنتيمتر فيها بأسعار مبالغ فيها.نظرا لشهرتها الواسعة بتجارة الجملة والبضائع الرخيصة، وهناك لاحظت الوجود المكثف للأتراك والصينيين والفيتناميين واليهود لدرجة وجود مول كامل للفيتناميين يبيعون فيه كل منتجاتهم، وخاصة الأطعمة الطازجة والخضراوات والأسماك فى أحواض زجاجية، وكل من يعمل فى المول من فيتنام، استطاعوا تكوين مستعمرة عمالية وتجارية كبيرة فى روسيا
وكذلك الأتراك الذين يبدو أنهم يحتكرون تجارة الملابس الجاهزة والمصنوعات الجلدية، أما الصينيون فحدث ولا حرج، طوفان من البضائع الصينية والعمال الصينيين يبيعون كل شىء، بحثت عن المراكز التجارية المصرية، فلم أجد إلا مركزا واحدا لتوزيع السجاد والموكيت المصرى يضع القطع التى تحمل صورا فرعونية ومصرية واضحة، سألت وعرفت أنه يخص رجل الأعمال المصرى الدكتور محمد حنفى الجبالى ويعمل به مصريون ولبنانيون وعراقيون، أما عن باقى العاملين والتجار المصريين فى موسكو فهم إما يتاجرون فى العطور الشرقية أو يعملون فى المقاهى والمحال فى تقديم الشيشة وهذه قصة أخرى.
سألت الدكتور محمد الجبالى عن رجال الأعمال المصريين والعاملين بالسوق الروسى، ففاجأنى بأنهم غير موجودين تقريبا، كان هنا وجود مكثف لشركة تاكى وانتهى بوفاة مؤسسها، وكان محمد إبراهيم كامل يستثمر فى روسيا لكنه صفى أعماله، وغير ذلك يحاول بعض منتجى الأغذية المحفوظة والفاكهة والخضراوات الدخول للسوق الروسية عبر إقامة المعارض الموسمية، لكنهم - والكلام للدكتور الجبالى- يفكرون فى صفقة لا فى الوجود المستمر.
ويشكو الجبالى من مجلس الأعمال الروسى المصرى، من أنه يسعى إلى تسويق رجال الأعمال والتجار الروس ليبيعوا فى مصر ولا يساعد المصريين على الدخول فى السوق الروسى ولا يقدم لهم أى تسهيلات مما يطلبونها. ويطالب الجبالى بأن يسعى أصحاب الشركات المصرية لفتح أسواق دائمة من خلال الاشتراك وشراء أرض يبنون عليها مراكز تجارية تجتذب العمالة المصرية بعد أن تؤهلها وتعرف الروس بالمنتجات المصرية المتعددة والرخيصة نسبيا، ويكون هذا المركز الدائم بمثابة القاعدة التجارية وبداية النفاذ بقوة إلى السوق الروسى الواعد، سألته وماذا يحول دون تنفيذ الفكرة؟ فأجاب: غياب التصور المستقبلى.
وللحديث بقية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة