كان مدينًا عاجزًا عن تحمل دينه، أدت أزمته المالية التى حاصرته إلى شعوره بالعجز والفشل، لم يجد أمامه معينًا ولا سندًا، زوجته شريكة حياته قررت ترك المنزل بعد خلافها معه وتركته خلفها وحيدًا، أغلقت الأبواب أمامه فقرر "ا.ا" حداد إنهاء تلك المعضلة التى يواجهها وتطيح به، اكتشف أن أسرع وأسهل طريق للخروج من النفق المظلم، الذى أجبر على المرور به هو الانتحار.
الحل الآن ليس مرتبطًا بآخريين، بيده سيحل مشكلته، لن يضطر اللى اللجوء للاستدانة والاقتراض، لن يضطر إلى تحمل الهموم مرة أخرى، الانتحار أنسب طريقة لحالته.
هكذا هداه تفكيره، وساعدته الظروف على تنفيذ مبتغاه، ساعيًا إلى الراحة الأبدية بدأ يفكر فى كيفية الانتحار، حتى قرر اللجوء إلى الطريقة الأسهل التى لن تكلفه شىء، أحضر حبل غسيل، وأحضر كرسى ووضعه بغرفة النوم، ثم علق الحبل بالسقف، ولفه حول عنقه، ثم قفز القفزة الأخيرة فى حياته معلنًا رحيله الأبدى عن الحياة التى طالما عاندته، وفشل فى تجاوز معاناته وكأنه يبدى بانتحاره اعتراضًا، ويرسل رسالة إلى كل من ساهم فى كتابة تلك النهاية لحياته "كفاكم عبثًا بحياة الآخريين".
ومع تلك النهاية المأساوية لم تنتهى المعاناة، وكأنه مقدر له أن يعانى فى حياته وبعد مماته، بعد انتحاره مرت الدقائق والساعات واحدة تلو الأخرى، لم يشعر به أحد ولم يسأل عنه قريب أو صديق، 3 أيام مرت حتى أعلنت رائحة الجثة التى تعفنت عن نفسها، فشقيقه الذى يقيم بشقة فى الطابق الذى يعلوه وصلته تلك الرائحة، سارع إلى الشقة، طرق الباب فلم يتلق أى استجابة، كسر الباب ليعثر على جثة شقيقه معلقة بسقف الغرفة فى حالة تعفن، أبلغ رجال المباحث بالحادث، فأخطر اللواء خالد عبد العال مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، وانتقل ضباط مباحث حلوان إلى مكان الحادث، وتم نقل الجثة إلى المشرحة.
تحقيقات يحيى الشافعى وكيل أول نيابة حلوان، والتى أجريت بإشراف المستشار شريف مختار رئيس النيابة، توصلت إلى عدم وجود شبهة جنائية فى الحادث، وأن الانتحار نتيجة الأزمة المالية التى عانى منها المنتحر، بالإضافة إلى ترك زوجته مسكن الزوجية، لتأمر النيابة بتشريح جثة المنتحر وتصرح بدفنه.
الدكتور إبراهيم عز الدين خبير علم الاجتماع وأستاذ علم الاجتماع بجامعة 6 أكتوبر، قال إن جريمة الانتحار التى دارت أحداثها فى حلوان تدل على وجود خلل فى الروابط الأسرية، وأن المنتحر ليس فقط من يتحمل نتيجة فعلته، فزوجته وأفراد أسرته شاركوا أيضًا بدافع أو بآخر فى جريمة انتحاره.
وأضاف عز الدين أن المنتحر واجه ضغوطات من الناحية الاقتصادية والأسرية اضطرته على اتخاذ القرار الـسهل من وجهة نظره، بالتخلص من حياته للهرب من معاناته، بالرغم من أنه كان باستطاعته مواجهة الأمر ومحاربة الضغوط التى يواجهها، خاصة أن نسبة كبيرة من الشعب المصرى تواجه أزمات اقتصادية وأسرية.
ودلل عز الدين على وجود خلل فى الروابط الأسرية للمنتحر بعدم اكتشاف انتحاره إلا بعد مرور 3 أيام على الحادث وتعرض جثته للتعفن، فخلال تلك الفترة لم يسأل عليه أحد أقاربه أو أصدقائه، وأن صدور الرائحة الكريهة الناتجة عن تعفن الجثة هى التى أدت إلى اكتشاف أمر انتحاره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة