كرم جبر

وهل نسينا الأيام السوداء؟

السبت، 12 سبتمبر 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أتوقع أن تظاهرات اليوم مليونية، ولا حتى ألفية أو مئوية، ولا أعتقد أن أى مصرى محب لبلده يريد أن تعود أيام الفوضى والتظاهرات والحرق والتدمير، فالناس تنفسوا الصعداء، بعودة الأمن والهدوء والاستقرار، وعادت الحياة لميدان التحرير، وأصبح جميلا ونظيفا، وتنساب حركة المرور فى يسر وسهولة، واختفت المناظر القبيحة للمتاريس وأكوام الطوب والحجارة، وانتعشت المحلات التجارية والمقاهى والمطاعم، وكُسرت شوكة البلطجية والباعة الجائلين، واستردت قوات الأمن قوتها وهيبتها، وأصبحت قادرة على فرض الأمن، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وتطبيق القانون بمنتهى الشدة والحزم، والفوضى لن تعود مهما كان الثمن.

لا يريد مصرى محب لبلده، أن تعود عمليات القتل بالخرطوش، التى تُعلق فى رقبة اللهو الخفى، ولا اغتصاب الفتيات والنساء وتجريدهن من ملابسهن، لخلق حالة من الخوف والرعب، لإرهاب المرأة العظيمة التى ألهبت المشاعر الوطنية، ولن تتكرر مأساة حرق المجمع العلمى، ونهب المتحف المصرى واقتحام أقسام الشرطة، ونصب الخيام فى الميدان وتعطيل حياة الناس، ولن يُغلق كوبرى قصر النيل وشارع قصر العينى وطريق الكورنيش، ولن يتعطل المترو وجراج التحرير، فالناس ذاقوا المر بأنفسهم، وعاشوا المأساة بتفاصيلها، ودفعوا ثمنا فادحا لغياب الأمن، وانتشرت الجرائم الشاذة بشكل كبير، وأبرزها الاغتصاب والسرقات المسلحة، والسطو على السيارات، وعاش الآباء لحظات من الخوف الحقيقى إذا تأخر اولادهم وبناتهم، فى العودة لمنازلهم بعد العشاء.

هل نسينا المظاهرات المسلحة فوق الكبارى، وإطلاق الرصاص والمولوتوف والخرطوش، وأعضاء الجماعة الإرهابية وهم يفرضون سيطرتهم وعضلاتهم على الخلق، ويحتلون المساجد ويحاصرون مرافق البلاد الحيوية، ويمنعون القضاة من دخول المحكمة الدستورية، ويعتدون على الإعلاميين والضيوف فى مدينة الإنتاج الإعلامى، هل نسينا حازم صلاح أبوإسماعيل والبلتاجى وصفوت حجازى، وباقى طابور الإرهابيين الذين أخرجهم مرسى من السجون، وملأ بهم قصر الحكم والمناسبات الوطنية والتشريفات والسفريات.. فماذا يريد دعاة التظاهر، أبوالفتوح و6 إبريل والاشتراكيين الثوريين والجماعة الإرهابية، وهل يتخيلون أنهم سيركبون قانون الخدمة المدنية، لاستعادة الأيام السوداء.. الشعب الذى ذاق حلاوة عودة الأمن، لن يعود أبدا للوراء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة