كرم جبر

«الفخرانية» فى كل مكان!

الأحد، 13 سبتمبر 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما يقول حمدى الفخرانى لأحد ضحاياه «إما أن تدفع أو أبهدلك بالليل فى الفضائيات»، يجب أن ننتبه بشدة، لظاهرة الاستقواء بالفضائيات، وتوظيف الظهور المكثف فى برامج التوك شو، لخلق مراكز قوة ونفوذ وابتزاز، وشهدت السنوات التى أعقبت 25 يناير، صناعة طوابير من هذا النوع، ارتفعوا وارتفعوا ثم وقعوا، والفخرانى نموذج، فالفضائيات هى التى صنعت مجده، وهى التى كتبت نهايته، وأنا لا أتحدث عن قضيته الأخيرة، التى هو برىء حتى تثبت إدانته، ولكن عن النفوذ الإعلامى الذى تم توظيفه بشكل سافر، لابتزاز الضحايا وتهديدهم وتشويه سمعتهم، وبهدلتهم فى المحاكم والقضايا والمحامين والاتعاب والتأجيلات، دون أن يكون طرفا فى النزاع، مستخدما يافطة «رئيس جمعية مكافحة الفساد»، دون أن يعرف أحد من الذى خلع عليه هذا الشرف النبيل، فى غيبة قانون ينظم عمل مثل هذه الكيانات التى انتشرت  كالوباء.

المسألة بسيطة وتبدأ بأن تمنح نفسك لقبا نضاليا، مثل رئيس جمعية مكافحة الفساد، أو مناهضة التعذيب، أو ضمير الثورة، أو أحلى من الشرف مفيش، وهكذا.. والخطوة الثانية هى التلميع والظهور، ويأتى الفرج إذا دبت خناقة فى برنامج التوك شو، فهى تختصر الطريق إلى الشهرة، وتجعل المتشاجرين ضيوفا دائمين، من برنامج لبرنامج.. والخطوة الثالثة هى استغلال النفوذ والبريق والسطوة الإعلامية، فى تحقيق المنافع وحصد الثمار، فتدخل على كبار المسؤولين والوزراء والمحافظين منفوخا كالديك الرومى، وطبعا كثير منهم سيقف منتفضا للباشا بتاع الفضائيات، ملبيا ومستجيبا لطلباته ويأخذ معه صورة سليى.

حمدى الفخرانى ليس وحده، فكم من آلاف الفخرانية لم يكشف عنهم الغطاء، ويتسربون وينتشرون ويتغلغلون فى خفة ورشاقة، وبعضهم لجأ إلى النصب والاحتيال، أما أكثرهم فقد استغل فوضى الألقاب الثورية، وساعدهم على ذلك البنية الهشة للمنظومة الحكومية، التى تسمح للفساد بأن يرتدى ثياب الطهر، وتقنن إهدار أموال الدولة والسطو على أراضيها، وتحمى الفاسدين بالقوانين العتيقة واللوائح المطاطة، المهم أن يلعبها الفاسد صح، ويخفظ بيتين شعر وجملتين إنشاء عن الشرف والنزاهة والأمانة، ويتجه إلى الفضائيات، إنها الباب الملكى لقطف الثمار.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة