سعيد الشحات

«محلب» فائض الحركة

الإثنين، 14 سبتمبر 2015 07:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أدار المهندس إبراهيم محلب عمل وزارته من الشارع، وقبله أدار الدكتور حازم الببلاوى عمل وزارته من مكتبه فارتفعت حدة الانتقادات ضده، وقيل إننا أمام رئيس وزراء لا يعرف شيئا عن مصر، لأنه لا يرى المشاكل على الطبيعة، ولا يسمع الناس مباشرة ويكتفى فقط بالمتابعة من خلف مكتبه.

وعلى النقيض مما كان عليه «الببلاوى» شاهدنا «محلب» فائض الحركة، ينزل إلى الشارع، يستمع إلى الناس، يلقى خطبا حماسية، يتحدث عن مصر برومانسية، يذهب إلى البنك حاملا حقيبة فيها تبرع منه لصندوق «تحيا مصر»، بينما يعزف رجال أعمال يملكون مليارات عن التبرع، يذهب إلى أماكن لم يذهب إليها مسؤول قبله، نكاد نتصور أنه سيقفز الأسوار حتى يفاجئ الموظفين بالوقوف على رؤوسهم، أو أنه سيتخفى ويدخل من الأبواب.

وفى تصرفاته كرئيس للحكومة بدا أنه يفهم شفرة الموظفين، فتعامل مع طبيعة الأداء الوظيفى لدولاب مؤسسات الدولة المصرية التى تحتاج إلى متابعة من المسؤولين لحظة بلحظة، واستخدام العقاب والثواب، فى محاولة لعلاج حالات التسيب والإهمال وانعدام المسؤولية التى شقت طريقها إليها منذ عهد مبارك، فأصبحت مؤسسات خربة تحتاج إلى الضرب بيد من حديد عليها.

وعلى الرغم من أن محلب كان «فائض الحركة، فائض الجهد»، غير أن الناس وصلت معه إلى حالة تململ، ليس لأنهم وجدوا أمامهم مسؤولا يرهقهم من كثرة المتابعة والأسئلة، ولا لأنه ينام متأخرا ويستيقظ مبكرا، ولا لأن عددا من وزرائه لم يكونوا على مستوى المسؤولية، وإنما لأن الناس وجدت كل شىء كما هو، فلا أسعار انخفضت ولا حتى توقفت عند حد معين، ولا اتسعت شرايين للعمل أمام العاطلين الذين يأكلهم الانتظار على الأرصفة.

تململ الناس ثم غضبوا بعد أن وجدوا كل شىء كما هو، وجدوا رجال أعمال على عهدهم كما رآهم الناس فى عهد مبارك، وجدوا التعليم والصحة والبحث العلمى وباقى الخدمات كما هى فى تدهورها، ولا شىء فيها يعطى ملامح مطمئنة للمستقبل، وجدوا عودة إلى العزوف عن المشاركة السياسية كما كان فى عهد مبارك، وجدوا حياة حزبية عقيمة، وجدوا توجهات اقتصادية تنتهجها الحكومة تحمى مصالح الأغنياء وتضر بالفقراء، وأدى كل ذلك إلى زيادة الاعتقاد بأننا أمام حكومة لا تدخل بنا إلى المستقبل بعدالة، فغضب الناس منها، رغم حيوية «محلب» الذى أعطى نموذجًا لرئيس حكومة يعمل من الشارع.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة