لم أكن أتصور أن يحرمنى الله عز وجل من أن أصلى فى المسجد النبوى هذا العام، وأن يكتب لى أن أمر على مقام سيد الخلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقرأ الفاتحة، وأسلم عليه وعلى صاحبيه أبوبكر وعمر رضى الله عليهما، ولم أكن أتخيل أن أصلى ركعتين بين مقام رسول الإنسانية ومنبره، وأشعر أنى فى روضة من رياض الجنة، كل هذا حدث لى بنعمة من الله وفضله، فقد أكرمنى الله أن أكون ضمن الوفد الإعلامى لحجاج القرعة، هذا الوفد الذى ضم أكثر من 17 صحفيا وإعلاميا من جميع صحف مصر، بالإضافة إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط، والتليفزيون المصرى، كل هؤلاء جاءوا ليؤدوا مناسك الحج ضمن الوفد الإعلامى ومعه خيرة من ضباط وزارة الداخلية من العلاقات العامة والإعلام، والذين وفروا كل شىء لخدمة حجاج القرعة بصفة خاصة وحجاج مصر بصفة عامة، وكانت المدينة المنورة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم هى وجهتنا وقبلتنا الأولى، وهناك صلينا فى مسجد الرسول الكريم الفرض والسنة، وبكينا أمام قبره، وطلبنا الشفاعة من الحبيب، يوم الحساب لعل الله يغفر لنا جميعا، وعندما كنت بين منبر الرسول الكريم ومقامه تذكرت أبى وأمى وترحمت عليهما، وتذكرت كل أقاربى الموتى وترحمت عليهم جميعا، وتذكرت كل الأحبة الذين حملونى دعاء لهم أمام قبر الرسول، ودعوت لهم بما طلبوا منى لعل الله يقبل الدعاء اللهم آمين، ودعوت لى ولأسرتى بالستر والصحة والعافية وراحة البال، والنجاح والتفوق لابنتى جنى وابنى عمر وزوجتى وترحمت على أبى وأمى، وطلبت من الله عز وجل أن يفك الكرب، ويسد الدين، ويغفر الذنوب فإنها كثيرة، ويلحقنا بأهل الجنة، ويبعدنا ويجنبنا النار، ومن كثرة خوفى من الله نسيت أغلب الأدعية، وأمام قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم أتمالك نفسى، وشعرت بحنين إلى رؤيته والصلاة خلفه، شعرت بحب جارف إلى سيدى رسول الله، وتذكرت أعظم كلمات المستشرقين والمفكرين من الغرب على نبى الرحمة وكيف وصفوا عظمته وعبقريته وإنسانيته وحكمته.
كل عظماء الغرب قدروا قيمة الرسول الكريم، ونحن نخالف سنته، صلوات الله عليك يا نبى الرحمة، كيف أنسى كلماته، فها هم مفكرو وفلاسفة الغرب وكتابهم يعترفون به وبعبقريته صلى الله عليه وسلم. وهو ما سوف أواصل الكتابة فيه غدا إن شاء الله.