شريف إسماعيل، رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة خلفا لحكومة المهندس إبراهيم محلب، يواجه مأزقا كبيرا فى سيل الاعتذارات الجارف من معظم الشخصيات المرشحة لحمل الحقائب الوزارية المختلفة.
هذه الاعتذارات تأسيسًا على ما يشهده المشهد العام الملبد بالغيوم الكارثية من شائعات واتهامات واغتيال لسمعة الشرفاء بمنتهى الأريحية على مواقع التواصل الاجتماعى، الفيسبوك وتويتر، التى تحولت إلى خنجر مسموم يطعن فى ظهر الوطن.
أحد المرشحين من الشخصيات البارزة، والذى يتمتع بمكانة علمية واجتماعية فى المجتمع المصرى، لخص المشهد كله عندما قال بالحرف الواحد لأسرته وأصدقائه المقربين: «من المجنون الذى يقبل أن يلقى بنفسه أمام قطار كهربائى فائق السرعة فتتقطع جثته وتتناثر أشلاءه»، موضحا أن العمل العام فى مصر حاليا، تعذيب وتنكيل لكل من يتصدر له وكأن الجالسين من النخب والنشطاء والمتحكمين فى مفاتيح الكيبورد يعاقبون كل من يتولى موقع المسؤولية ليخدم وطنه، ويحاولون تطفيش الشرفاء والخبرات الكبيرة من قبول المناصب.
بالفعل هناك تنظيم يجلس على مواقع التواصل الاجتماعى، ويستخدمها سلاحا مسموما وفتاكا لتدمير البلاد، من خلال تأجيج الأوضاع، وتشويه سمعة الشرفاء، وتطفيش المستثمرين، وما يستتبعه ذلك من خلو الساحة كاملة من الخبرات الكبيرة العلمية والعملية التى تتمتع بسمعة رائعة فى الداخل والخارج، وظهور بدلا منها عديمى الكفاءة العملية والعلمية، والبعيدين عن الكياسة السياسية، والذين تدور حولهم شبهات كبيرة، ويقبلون الترشح لحمل الحقائب الوزارية، والنتيجة كارثة فى مجمل الأداء العام.
ما يفعله النشطاء، والنخب، ومن يتصدرون المشهد السياسى العام، من جرائم الترويج للشائعات، والتحقير من الذين يشغلون مواقع المسؤولية، إنما يعد جريمة كبرى فى حق هذا الوطن، وأيضا جريمة إنسانية متمثلة فى اغتيال سمعة الشرفاء وتشويه صورتهم وانعكاس ذلك على أهاليهم وذويهم.
وما حدث مع حكومة محلب لأسوة سيئة، مع التسليم بأن هناك عنصرا كان متورطا فى قضايا فساد ورشوة، وتحركت الأجهزة الرقابية بإيعاز من رأس السلطة لاتخاذ اللازم، واستبعاده وتقديمه للمحاكمة، إلا أن الأمر لا يمكن أن ينسحب على باقى أعضاء الحكومة، وتنال الشائعات المقيتة والرخيصة من سمعة الشرفاء، مع التسليم أيضا بأن رئيس الوزراء المستقيل إبراهيم محلب ساهم بحسن نية شديدة فى تشويه صورة أعضاء حكومته بالصمت، ومنع النشر فى قضية وزير الزراعة، الأمر الذى ساهم فى انتشار الشائعات انتشار النار فى الهشيم، وطالت الجميع، ووصلت إلى مرحلة كان يجب على النظام أن يتدخل فورًا، بالبتر وإبعاد الحكومة نهائيا.
سيناريو تشويه المسؤولين، الذين يتولون موقع المسؤولية، وأيضا الشخصيات العامة الوطنية التى ترتكن لمساندة ودعم الدولة فى حربها ضد الإرهاب، ومساندة القوات المسلحة، تتعرض أيضا لسيناريو التشويه، وجرائم اغتيال السمعة، لإبعادهم عن المشهد، وإخراس أصواتهم، والاختفاء عن المشهد، فينقض هؤلاء على الدولة لإسقاطها، بعد الفشل المريع لكل سيناريوهات إثارة الفوضى وإسقاط البلاد فى المستنقع الشبيه بالسورى والليبى واليمنى والعراقى.
نعم.. هى خطة خطيرة هدفها تأجيج الأوضاع وإسقاط البلاد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة