فحتى الحزن والمأساة والقهر كان ومازال لهم فنانين مختصين بهم، بل وتطور الأمرأنهم تحولوا إلى أيقونات للتراجيديا، عند ظهور الفنانة عبلة كامل أو أمينة رزق أو حتى زكى رستم وعبد الوارث عسر يمكن للمشاهد أن يطمئن قلبه فيمكنك أن تخرج الكبت بداخلك وتفرغ كم الدموع الفائضة.
عبد الوارث عسر
عبد الوارث عسر رائد التراجيديا فى مصر
يعتبر الفنان الراحل "عبد الوارث عسر" من أهم الفنانين الذين اتقنوا الأدوار التراجيدية فى السينما المصرية، انحصرت معظم أدواره فى الرجل المقهور والمظلوم، وإذا بحثنا فى تاريخه الفنى لم نجد دور شر يذكر.
فبدأ "عسر" أن يشق طريقه الفنى مع صديقيه "سليمان نجيب" و"محمد كريم" ومع الوقت اكتسب خبرة كبيرة أهلته لتدريب الوجوه الجديدة، حتى تحول إلى رائد التراجيديا فى مصر.
ومن أهم أعماله "شباب امرأة" عام 1956 "لصلاح أبو سيف"، "صراع فى الوادى" عام 1954 "ليوسف شاهين" وفيلم "الرسالة" عام 1977 للمخرج الراحل "مصطفى العقاد" وفيلم البؤساء عام 1979 لعاطف سالم.
وكان آخر أفلامه "ولا عزاء للسيدات" عام 1979. كما أنه قدم فى آخر حياته المسلسل التليفزيونى "أحلام الفتى الطائر" تأليف "وحيد حامد" من إخراج "محمد فاضل".
أمينة رزق
أمينة رزق من المسرح للسينما مشوار اسمه تراجيديا
اعتبر الجمهور المصرى "أمينة رزق" أيقونة التراجيديا وأدوار الحزن والضعف، فكانت معظم أدوارها تدور حول شخصية الأم المقهورة التى أتى عليها الزمن ولم ينصفها أحد، وذلك ما يتناقض مع بدايتها الفنية التى ظهرت فيها من خلال فرقة مسرحية كوميديا.
حيث ظهرت "رزق" لأول مرة على خشبة المسرح عام 1922 حيث قامت بالغناء إلى جوار خالتها فى إحدى مسرحيات فرقة على الكسار فى مسارح روض الفرج، ثم انتقلت للعمل مع فرقة رمسيس المسرحية التى أسسها عميد المسرح العربى يوسف وهبى عام 1924 ومن هنا جاءت النقلة من الكوميدى على التراجيدى.
وعن الجانب السياسى فى حياتها عينت أمينة رزق عضوا بمجلس الشورى المصرى فى مايو 1991، كما حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
توفيت فى 24 أغسطس 2003، بعد أن تركت ميراث لا يعد ولا يحصى من الأعمال الفنية ومن أهمها "الشموع السوداء، دعاء الكروان، المولد" وغيرها.
عبلة كامل
عبلة كامل تخلد أسطورة أمينة رزق التراجيدية
على الرغم من الأدوار الكوميديا التى تقدمها الفنانة عبلة كامل فى الفترة الأخيرة إلا أنها احتفظت بمسيرة الفنانة الراحلة "أمينة رزق" وأصبحت خليفتها، ويعود ذلك على تعبيراتها التى ربما يتخللها الكثير من البكاء والصراخ للتعبر عن القهر والظلم، ووصل الأمر على موقع التواصل الاجتماعى فأصبح الإفصاح عن حالة الحزن يكون من خلال نشر صورة لعبلة كامل فى وضع كئيب.
بدايتها كان من خلال فيلم وداعا بونابرت ليوسف شاهين، ثم بدأت خطوة بخطوة تحتل مكانة بارزة فى قلوب المشاهدين وخاصة بعد نجاحها فى المسلسل الشهير لن أعيش فى جلباب أبى واشتراكها فى عدة مسلسلات.
وعن أهم أعمالها "كلم ماما، عودة الندلة، سيد العاطفى، خالتى فرنسا، اللمبى، أشيك واد فى روكسي، هيستريا، الحادثة، بلطية العايمة، صراع الأحفاد.
زكى رستم
زكى رستم غول التراجيديا فى السينما المصرية
هنا الأمر يختلف قليلا فلم تقتصر أدوار العملاق زكى رستم على الحزن وتجسيد المأساة وحسب، إنما بين أدوار الشر والقهر رسم ملامح مشواره الفنى.
فوصل رصيده الفنى من الأفلام إلى 240 فيلما ولكن المشهور منها والموجود 55 فيلما فقط، فقدم على سبيل المثال "زليخة تحب عاشور" 1940 و"إلى الأبد" 1941 و"الشرير" 1942 و"عدو المرأة" 1945 و"خاتم سليمان" و"معلش يا زهر" 1947 و"بائعة الخبز" 1953 و"الفتوة" 1957 و"امرأة على الطريق" 1958 وآخر أفلامه "إجازة صيف" 1967. كتب عنه جورج سادول المؤرخ والناقد السينمائى الفرنسى إنه فنان قدير ونسخة مصرية من أورسن ويل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة