تأخذنى الجزائر إلى حيث تجربة مهنية شديدة التفرد والإثارة.. انتبهت بقدر اهتمام وسائل الإعلام العالمية ومطابخ السياسة.. الخبر أن الرئيس «عبد العزيز بو تفليقة» أقدم على قرار إقالة «الجنرال توفيق»، ولسذاجة إعلامنا، تعامل مع الخبر كما لو كان مجرد صدى لاهتمام الإعلام الدولى.. ونشره دون تعليق أو محاولة فهم، بما يؤكد أن الإعلام المصرى «خارج نطاق الخدمة» عربيا.. وهناك أحداث وأخبار دولية تؤكد أن إعلامنا «خارج نطاق الخدمة» عالميا!!
معنى إقالة «الجنرال توفيق» فى الجزائر، يمكن قياسه على «ريختر» حيث حسابات الزلازل عالميا.. لذلك اهتمت الدنيا، ونقلنا عنها الأهمية بطريقة «اللمبى» لأن الموضوع يتجاوز كونه خبرًا أو حدثًا.
تأخذنى الذاكرة إلى قصة واقعية وحقيقية.. كنت مراسلا فى الجزائر، ورتبت زيارة للأستاذ «إبراهيم نافع» رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام آنذاك، التقى خلالها بكل من الرئيس «عبد العزيز بو تفليقة» ورئيس الأركان الجزائرى- آنذاك- «محمد العمارى»، وغيرهما من كبار رجال الدولة.. وبعد عودته نشر الأستاذ «إبراهيم نافع» الحوارات.. فإذا بالصحف الجزائرية قد تعاملت مع حوار «محمد العمارى» على أنه أخطر حديث يمر على البلاد.. وكانت على حق فى ذلك.. فقد شاء رئيس الأركان الجزائرى أن يخص «الأهرام» بتصريحات كانت نقطة تحول فى تاريخ الجزائر.. وأتذكر أن «إبراهيم نافع» سألنى عن السر.. فقلت له أن هذا الرجل لم يتحدث- صحفيا- سوى ثلاث مرات وكان حوارنا معه فى أهم وأخطر اللحظات.. ومن بعدها أفسح لى رئيس تحرير الأهرام مساحات لنقل صورة ذلك المجتمع الذى فهمته، دون أن يفهمه الرأى العام فى مصر.
المسألة باختصار أن قرار «بو تفليقة» بإقالة «الجنرال توفيق» وهو اسم شهرة وليس اسمًا حقيقيًّا، انتظره الشعب الجزائرى لأكثر من خمسة عشر عاما.. وشاءت الحسابات أن يتم إعلانه قبل أيام.. هكذا هى حسابات السياسة قياسا على الواقع والقدرة على تمريره دون أى آثار جانبية.. وإن كنت أستطيع شرح الموضوع باختصار فى عشرات الأعمدة، وذلك ليس وقته ولا مكانه.. فما يهمنى الإشارة إليه هو أن القرار السياسى ليس بتلك السذاجة التى يظنها «أئمة برامج التوك شو» الذين يظهرون علينا يوميا لإلقاء خطبة الجمعة بركاكة وسذاجة، جعلت الشعب لا يطيق رؤيتهم أو سماعهم!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسناء العلى
الحمدلله انا مقاطعه كل برامج التوك شو من سنه
شويه ارجوزات
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد من الجزائر
هل ما فهمته كان قصد مقالك يا استاد ام لا