على طريقة «ذبح القطة» قبل ليلة الزفاف والزواج، وفقا للتراث الشعبى المصرى القديم، بدأت حملة الهجوم على رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة المهندس شريف إسماعيل، وكل طرف من أطراف الهجوم له أهدافه ونواياه، وكل يهاجم من أجل ليلاه. الرجل لم يبدأ مهامه فى رئاسة الوزراء ولم يتخذ أية قرارات حتى فوجئ بهجوم شرس من جنرالات الفيس بوك وأباطرة بعض الفضائيات الخاصة.
النوايا تبدو غير سليمة ومخلصة لوجه الله، باستثناء «هرتلة وتهريج» مهووسى الكتابة على جدران مواقع التواصل الاجتماعى كنوع من التحقق الزائف وشرعية الذات الوهمية فى ممارسة فعل الكتابة الفوضوية والعبثية والثملة والمتسكعة. فى رأيى أن هناك «مراكز قوى» جديدة تسعى إلى فرض إرداتها على رئيس الوزراء الجديد وتخويفه بما تملكه من بقايا نفوذ فى وسائل الإعلام، أو بقايا نفوذ سياسى تحاول ممارسة الضغط على شريف إسماعيل، للإبقاء على وزراء بعينهم أو الحذر من الاقتراب منهم وفتح ملفاتهم.
منذ اليوم الأول وبعد لحظات من تكليف الرئيس للمهندس شريف إسماعيل بتشكيل الحكومة الجديدة، انبرت جنرالات مواقع التواصل الاجتماعى فى التفتيش عن أى شىء للهجوم على الرجل، والتشكيك فى ذمته وسمعته، رغم أن هناك أجهزة أمنية ورقابية قدمت معلومات كاملة للرئيس عن وزير البترول فى حكومة إبراهيم محلب قبل التكليف، وتأكد الرئيس من خلو ملفه من أية شوائب أو شبهات بفساد أو علاقات مشبوهة، لكن بالطبع هذا لا يعجب الجنرالات وممارسى عادة «المعارضة على كبر»، فحتى لو ألف جهاز رقابى أظهر بياض صفحة الرجل، فلابد أن يهاجم «على الفاضى والمليان»، فقد خلق الفيس بوك لكى نعترض على أى شىء وكل شىء، والتفنن والإبداع فى فن الهيافة والتفاهة، إلا من رحم ربى ووهبه نعمة العقل.
ولم يجد الرجل أمامه سوى إصدار بيان عاجل للتبرؤ من كل الاتهامات الموجهة له، وتبرئه من علاقة الشخص «الوسيط» فى قضية وزارة الزراعة والذى قدم نفسه له على أنه إعلامى وكاتب صحفى، وأن ظهوره معه فى بعض الصور لا تعتبر دليلا على وجود علاقة شخصية معه، وبرر الوزير اصطحابه له إلى بلدته لوضع حجر الأساس لمحطة تخفيض ضغط الغاز، ضمن جولة فى عدة مدن بدلتا مصر. حتى الوزارة التى لن تستمر سوى شهور قليلة لم يتركها «جنرالات المقاهى الافتراضية» فى حالها، ونصيحتى للحكومة الجديدة البعد عن «الشو الإعلامى» و«ذلات اللسان»، وعدم الخضوع للابتزاز الإعلامى والسياسى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة