سعيد الشحات

لا تصفقوا للنجاح بالتزكية

الأربعاء، 16 سبتمبر 2015 07:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يعنى الفوز بالتزكية فى الانتخابات جدارة الفائز، ولا ضعف المنافسين إلى حد اختفائهم، إنما قد تعبر «التزكية» عن خواء سياسى كبير.

فى انتخابات «زمن مبارك» رأينا كبار نظامه يفوزون بالتزكية فى دورات انتخابية، مرة فاز بها الدكتور زكريا عزمى، ومرة فاز بها كمال الشاذلى، ومرة فاز بها فتحى سرور، وكانت التزكية «مقامات»، فمرة لا يوجد منافسون إطلاقًا، وبناء عليه يتم تعليق لافتات الزينة والتهنئة مبكرًا، ومرة يوجد مرشح لا يمكن أن يكون منافسًا، إنما هو موجود لزوم الديكور الانتخابى.

فى كل الأحوال كانت تمضى الانتخابات، والفائزون بالتزكية يصدقون أنهم بلغوا من الشعبية درجة لا يمكن أن يفكر عندها أحد فى الترشح أمامهم، واقتناعهم بذلك كانت توازيه تصرفات تعبر عن أنهم لا يحتاجون أحدًا، بما فى ذلك الناخبون، بالرغم من أى كلمات من نوعية: «أنا خادمكم الأمين، أنا ابن الدائرة، أنا منكم ولكم وبكم»، ولأنهم لا يحتاجون الناخب لم يترشحوا مرة ببرامج انتخابية. وأذكر أن الدكتور فتحى سرور سئل عن البرنامج الذى يخوض به الانتخابات فى 2010 بدائرة السيدة زينب، فرد: «أنا البرنامج»، قالها بكل غرور، وبانتفاخ ذات ترى الواقع وتعيش فيه بطريقة، بينما يراه ويعيش الناخبون فيه بطريقة مختلفة تمامًا.

الاكتفاء بقراءة «التزكية» و«المقاطعة» و«الانسحاب» فى انتخاباتنا على أنها دليل على الفلس السياسى لـ«المنسحب» و«المقاطع» هو خلل كبير، وابتهاج المنافس الذى استفاد بالتزكية، وقناعته بأن فوزه يعود إلى قوته وجدارته هو خلل كبير أيضًا، فتلك قراءة أحادية النظرة، وتؤكد أنها لا تقبل معها رؤى أخرى تطرح أسبابًا سياسية قوية أدت إلى الانسحاب من الساحة، وتركها لفريق يلعب فيها كما يحلو له.

أقول ذلك بمناسبة فوز قائمة «فى حب مصر» فى قطاع شرق الدلتا، نتيجة عدم تقدم قوائم أخرى، أى أنها فازت بالتزكية، وضمنت مقدمًا 15 مقعدًا، وشرط حصولها على %5 من أصوات المصوتين لن يكون مشكلة.. نعم الفوز هنا يأتى طبقًا لصحيح الدستور والقانون، لكن إذا كانت المسؤولية الوطنية تقتضى العمل بجدية وصدق من أجل حياة ديمقراطية سليمة، فعلى القائمين ضرورة النظر بجدية للأسباب التى أدت إلى عدم منافسة الآخرين لها، مما حرم الناخب من ميزة الاختيار بحرية.

التهليل بالفوز نتيجة انسحاب الآخرين مشكلة، وتحميل المنسحبين وحدهم كل أسباب الانسحاب مشكلة أعمق، فهى حالة يخسر فيها الجميع.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة