شخصيا كنت أتمنى أن أرى فى مجلس النواب المقبل أسماءً سياسية أو نخبوية تحمل وعيا يمكنه علاج النقص فى السياسة، وانتقدت الاستسلام للمقاطعة كحل من قبل بعض كبار الشخصيات. أتمنى أن أرى فى مجلس النواب المقبل أسماءً مثل محمد أبوالغار وعمار على حسن، وعمرو الشوبكى، ونوابا فى مستوى حمدين صباحى. فهؤلاء وأمثالهم لديهم خبرات سياسية وبرلمانية. ربما هناك ظلم للشباب من خارج القوائم.
هناك شباب ممن يمثلون خبرات سياسية وليس فقط ظواهر صوتية. شباب ممن يحملون قدرا من الحلم ومن التحقوا خلال السنوات الأخيرة بمبادرات شعبية أو اجتماعية. لكن الجانب الاقتصادى يمنعهم ويحول بينهم وبين خوض سباق غير متكافئ. كان يفترض تعويضه بالقوائم.
وجهنا انتقادات مقاطعة الأحزاب وضعفها وغيابها عن الشارع طوال سنوات. وفى المقابل نرى من قراءة أولية للقوائم والأفراد المرشحين أن هناك استسهال من بعض العائلات أزواج وزوجات قرروا الترشح أو مهن تتيح لها طبيعة عملها الظهور والدعابة لدينا عدد كبير من الزملاء الصحفيين، ربما يقرر البعض الانحياز بحكم المهنة، من دون أن يقوم بعملية فرز واختيار.
وليس بالضرورة أن من يجيد الحديث بحكم عمله أن يكون نائبا ناجحا. ونفس الأمر فيما يتعلق بمن يسمون عادة المحللين الاستراتيجيين من ضيوف الفضائيات والتوك شو. وقد جربنا كيف ينحاز البعض لهؤلاء المتكلمين فإذا بهم يظهرون طبلا أجوفا، أو يحملون فرقا بين الكلام النظرى والعملى.
لا مانع قانونى أو منطقى يمنع أن يترشح رجل وزوجته وأبناؤه وأقاربه، لكن المانع هنا فى الاستسهال، خاصة مع حديث عن تكلفة مرتفعة تمنع البعض من الترشح.
لقد تفرجنا خلال الأعوام الأخيرة على عشرات الأسماء التى اعتادت الحديث فى السياسة بحكم التواجد والقرب من الفضائيات، أو فرضت نفسها على الناس فرضا، وليس بالضرورة أن يكون هؤلاء الأفضل، خاصة وأن هناك شعورا بالإقصاء تجاه من يقولون كلاما مختلفا. وأصبحنا أمام ظاهرة لا أحد فيها يقتنع بأنه «يشتغل شغلته».
ما رأيناه أن الإعلاميا أصبح ناشطا وسياسيا، والسياسى أصبح إعلاميا. وزعماء التواصل أصبحوا يفهمون فى كل حاجة من السياسة للاقتصاد، ومن النقل العام للطيران، والغاز والقنوات والحكومات.
كل هؤلاء الخبراء ونعرف أننا نعانى من نقص الخبرات الفنية والمتخصصة، ومستوى تعليمنا ليس مناسبا، ولدينا مشكلات فى الإدارة تفتح باب الفساد والبيروقراطية. لا تعليم ولا صحة، نحتاج هؤلاء الذين يساهمون فى رسم المستقبل كما نريده، بعيدا عن تهوين الغاضبين بالمجان. وتهويل المنافقين بالمصالح. وهذا يتطلب أن «كل واحد يشتغل شغلته». آه لو كل واحد يشتغل شغلته.