الإخوان أكثر حزنا وغما ونكدا من إسرائيل، بعد اكتشاف حقل الغاز الجديد «الشروق»، الغل يملأ قلوبهم لأن العلى القدير كافأ المصريين على صبرهم، وكانوا يتمنون زوال النعمة والفقر والجوع والخراب، حتى يتاجروا كعادتهم بالمشاكل والأزمات، وينتعشوا بأوجاع الناس ومعاناتهم، وظهر المحلل المعجزة حاتم عزام، ممتطيا حصانا من ورق وممسكا سيفا من خشب، وينفث سمومه وأحقاده التى لا تأكل إلا صاحبها، مستعرضا الجهل والضحالة، زاعما أن الاكتشاف يفتقد للشفافية فى إعلان شروط التعاقد، وتفاصيل شراكة الإنتاج مع إينى الإيطالية، وأن مصر تتنازل عن حقول غاز مصرية عملاقة لقبرص وإسرائيل.. إزاى يا سى عزام؟.. هو كده على قد علامه وخبرته.
كلام لا يستحق الرد لأن التعتيم والتضليل والخداع والخيانة، هى مفردات حكم أهله وعشيرته، وليس نظام الحكم الوطنى الحالى، الذى أنقذ البلاد من مصير أسود من الليل البهيم، وحافظ على أرض مصر ومياهها الإقليمية، ليكون كنز الغاز الجديد ملكية خالصة لمصر ولا ينازعها فيه أحد، كنز حقيقى يغنينا عن استيراد الغاز، وأزمات الشتاء والصيف، ويوفر احتياجات محطات الكهرباء والمشروعات الجديدة، ويسمح بتصدير كميات كبيرة، وقدر بعض الخبراء إنتاجه بما لا يقل عن 100 مليار دولار، يعنى هدية من السماء ومنحة من العلى القدير، تستحق أن نسجد لله ونصلى شكرا.
بشرة خير، إذا علمنا أن إجمالى احتياطى مصر من الغاز 70 تريليون قدم مكعب، وحقل «الشروق» الجديد وحده 30 تريليون قدم مكعب «%40 زيادة»، وإذا كان الغاز يكفينا 30 سنة، فالحقل الجديد رفعها إلى 40 سنة، وإذا كان إجمالى استهلاك مصر سنويا 2.5 تريليون قدم مكعب، فالحقل الجديد وحده يكفينا 12 سنة بالتمام والكمال، فلماذا يحزن الحاقدون ويقيمون الجنازات وحفلات لطم الخدود؟.. لا أجد أصدق مما قاله ضاحى خلفان نائب رئيس شرطة دبى السابق، والعاشق لمصر وشعبها: «سيكون فى مصر وقريبًا من الحدود الليبية آبار نفطية عملاقة.. صلوا على النبى يا مصريين الخير قادم لكم بإذن الله تعالى.. الشعب المصرى شعب طيب.. اللهم ارزقه من حيث لا يحتسب وأغدق عليه نعمك».