انسحبت قائمة «صحوة مصر» من الانتخابات البرلمانية، لكنها لم تنسحب من الحياة السياسية، حسب قول الدكتور عمار على حسن، أحد قيادييها، والذى أكد أنهم سيشكلون جبهة للدفاع عن الدستور، وفضح جميع الفاسدين، ومخاطبة الشعب المصرى فى ذلك والتعويل عليه.
كلام الدكتور عمار الذى جاء فى برنامج «الصورة الكاملة» للإعلامية ليليان داود، ينقل القائمة من حالة التنافس الانتخابى والتجمع لإجله، إلى شكل الجبهة السياسية التى تتبنى أجندة سياسية محددة، وبالفعل قامت بتدشين صفحة لها على موقع «فيس بوك» بهدف تعبئة المواطنين ضد تعديل الدستور، ورصد المتحولين من تأييده الشديد عند الاستفتاء عليه إلى معارضة مواده، ووفقًا لما يذكره مدير الصفحة، أحمد حرب، للزميلة «الشروق» فى عددها الصادر أمس، فإن القائمة ستنضم بجميع أعضائها للجبهة، فضلًا على شباب من حركة كفاية، وجبهة الإنقاذ، والجمعية الوطنية للتغيير.
التصريحات على هذا النحو تنقلنا إلى تساؤل حول ما إذا كان القائمون على «صحوة مصر»- وهم عدد وافر من القيادات السياسية والفكرية التى عكفت على اختيار أسماء بعينها للترشح باسم القائمة على برنامج سياسى يتبنى أهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو- سيتحولون إلى كتلة سياسية معارضة فى وقت نجد فيه قدرًا كبيرًا من السيولة السياسية التى تختفى فيها معالم المعارضة الجدية؟
انسحاب «صحوة مصر» من الانتخابات جاء على خلفية أسباب تتعلق بسير العملية الانتخابية، والقوانين المنظمة لها، غير أن الأمر تخطى مجرد الغضب من الانتخابات إلى الوقوف فى خندق، والذى يمكن أن نطلق عليه «بشائر المعارضة» بتبنى قضايا، مثل مقاومة مطلب تعديل الدستور الذى نشط فيه البعض، مما يثير المخاوف من أن تكون هذه القضية هى شغل البرلمان المقبل، بالإضافة إلى فضح الفاسدين، حسب تعبير عمار على حسن.
نحن بالفعل نحتاج إلى معارضة جدية لأنها الضمان الحقيقى لنجاح أى نظام سياسى.. معارضة تعى تمامًا ترتيب الأولويات فى أجندتها السياسية، وتعى تمامًا أن حلف الفساد يتربص بكل من يسعى جاهدًا إلى فضحه، فهل تستطيع «صحوة مصر» أن تسهم فى بناء هذه المعارضة؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة