لم التقِ المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء الجديد سوى مرة واحدة فى ندوة صحفية بمقر «اليوم السابع»، وعلى عكس ما يشاع عنه أنه صموت ولا يتحدث كثيرا ولا يهوى الظهور فى الإعلام كثيرا، فالرجل يتحدث جيدا ويمتلك أدوات الحديث فى مجاله خلال توليه منصب وزير البترول ويتحدث بدقة وتحديدا فى قضايا الطاقة، ويتجاوب مع أى سؤال أو أى فكرة برحابة صدر. فهو رجل يحب العمل والفعل أكثر من الكلام.
فى الوقت ذاته هو ليس من هواة الظهور كثيرا فى وسائل الإعلام وهذا لا يعطى دليلا على أنه يكره الإعلام أو لا يحبذ التعامل مع وسائله المتعددة. ولا نريد أن نستبق الأحداث فى الحكم على رئيس الوزراء الجديد وحكومته فى أسلوب التعامل مع الإعلام بشفافية ووضوح ونزاهة دون إخفاء الحقائق والمعلومات عن الرأى العام والتعامل مع كل نقد وهجوم بصدر رحب والتواصل مع المنتقدين دون تجاهل أو عدم اكتراث بما يقال أو يكتب أو يذاع.
الحكومة الجديدة للمهندس شريف إسماعيل مطالبة بوضع خارطة طريق جديدة للعلاقة مع وسائل الإعلام فى مصر، واللجوء إلى «المتحدث الرسمى» للحكومة والوزارة، بحيث يتم إصدار بيان يومى لنشاط الحكومة والوزير والرد على أى تساؤلات واستفسارات وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، ويخصص الوزير موعدا يوميا أو أسبوعيا للقاء وسائل الإعلام لشرح كل القضايا الخاصة حتى لا يسمح للشائعات واللغط و«جنرالات الفيس بوك وتويتر» من بث سموم وتفاهات وسخافات لا معنى لها لإثارة الرأى العام بجهالة وبث روح اليأس والإحباط بنوايا حسنة أو خبيثة.
مثل باقى حكومات العالم المتحضر، حكومة شريف إسماعيل فى الفترة الحالية وحتى إشعار آخر عليها مسؤولية ضبط الأداء الحكومى مع الإعلام حتى يتم الانتهاء من قوانين التشريعات الصحفية وقانون حرية تداول المعلومات.
هناك بدائل وحلول كثيرة لوضع القواعد السليمة للعلاقة الصحية بين الحكومة الجديدة ووزرائها ووسائل الإعلام فى مصر وخارجها، بشرط الإيمان بحرية الإعلام وقوة تأثيره وبشرط عدم الخضوع للابتزاز والتورط فى أمور مشبوهة والثقة فى الذات وتوضيح الحقائق دون تجميل.