نصر القفاص

قبل الثورة بسنوات!

الأحد، 20 سبتمبر 2015 07:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يرعبنى هؤلاء الذين لا يكفون عن الصراخ.. يعتقدون أن هراءهم نضال.. ويتصورون أن جهلهم هو العلم.. ويحاولون إقناعنا بأنهم كبار، رغم ضآلة حجمهم وقصر قامتهم!! والكارثة أننا صدقناهم مع كامل ثقتنا فى أنهم لا يقولون صدقا إطلاقا.. فهؤلاء يتدفق عليهم المال، ويطاردهم النفوذ والأضواء.. شغلونا بعد أن صدعونا وأزعجونا.. وبمرور الوقت تعودنا عليهم، فجعلناهم النموذج الذى يحتذى.
فى زمن رجال الأعمال الذين لا نعرف- ولم نفهم- مصدر ثرواتهم.. فوجئنا بزحفهم المقدس ليحتلوا ميدان السياسة.. جمعوا المجد من طرفيه.. وفرضوا علينا التلوث الفكرى والعقلى والأخلاقى.. عاثوا فى الحاضر فسادا، فظهر عنوان المستقبل قاتما.. ولم يكتفوا بكل ذلك.. لأن مهمتهم المقدسة ماضيه لتفريخ نوع جديد من السفهاء.. يحلو لى تسميته بـ«الطفل المعجزة».. هؤلاء يتلقون دروسهم العملية فى الفساد والجهل، منذ نعومة أظافرهم.. لأنهم رضعوا الانتهازية والنصب فى طفولتهم.. ويفاخرون بأنهم باتوا محل إقامة للجهل النشيط.. يتفاخرون بكونهم قتلة العدل والحق.. لذلك أصبح كل شىء عندهم مباحًا.. حتى الجريمة من أدناها إلى أقصاها.

لا أفهم كيف يكون مطلوبا من ذوى العقل الالتزام بقواعد المنطق والأخلاق؟! بعد اغتيال كل معادلات المنطق، وذبح الأخلاق فى الميادين العمومية.. فالذين كرسوا الفساد والجهل والانتهازية، يصرخون من رد الفعل على جرائمهم.. وكأنه أصبح مطلوبا من الأمة التسلح بالبلادة بعد قتل مشاعرها.. فإذا قبلنا وزراء الصدفة.. مفروض علينا ومطلوب منا أن نقبل جرائمهم.. يستبعدون الشرفاء والمثقفين، ويقربون اللصوص والجهلة.. وما علينا سوى الامتثال وتقديم أسمى آيات الشكر والعرفان للذين يهتكون عرض ذكائنا.. وعندما نصمت على انحطاط الأداء المهنى، لنفر من الصحفيين.. يتصورون أننا فقدنا القدرة على التمييز بين الغث والسمين.. فإذا بهم يقدمون أنفسهم على أنهم أرباب السيف والقلم.. وهم عبدة شيطان النفاق والتملق.

ملحوظة: هكذا كتبت يوم 12 سبتمبر 2006 تحت عنوان «شارة قلة الأدب» على صفحات جريدة المصرى اليوم.. ولا أدعوكم للإحباط إذا شعرتم بأن شيئا لم يتغير.. رغم ثورتين.. لكننى يجب أن أوضح أن «الطفل المعجزة» الذى تناولته فى عدة مقالات على مدى سنوات، كنموذج للانتهازية.. جعلوه محافظا لواحدة من أهم محافظات مصر الآن.. وسأكشف التفاصيل ما لم يتحرك مسؤول لإنقاذ الوطن من مثل هذه المهازل!!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة