سئل الحسن البصرى عن سر زهده فى الدنيا فقال: أربعة أشياء:
علمت أن عملى لا يقوم به غيرى فاشتغلت به.
وعلمت أن رزقى لا يذهب إلى غيرى فاطمأن قلبى.
وعلمت أن الله مطلع على فاستحييت أن يرانى على معصية.
وعلمت أن الموت ينتظرنى فأعددت الزاد للقاء ربى.
إن المسلم كله خير، سعيه منذ البداية إلى النهاية هو مرضاة الله الإله الأعظم «وما خلقت الإنس والجن ليعبدون»، العبادة هى الطاعة ومن الطاعة إعمار الأرض، والإعمار يعنى العمل والسعى على الأرزاق، ومن الإعمار الحفاظ على الحياة بكل صورها ومن بينها الإنسان والنبات والحيوان.. وهذا لأن الإنسان خلق على الصورة فهو خليفة الله، وخلقت الحيوات الأخرى لتكون فى خدمة الإنسان. وهذا السعى هو ركن أساسى من عقيدة الإسلام وركن ثابت من فكر المسلم المطمئن بإيمانه، والواثق من أن ما يزرعه فى عالم الشهادة هو ما سوف يحصده فى عالم الآخرة عندما يوضع الميزان بالحق ويدرك العبد وهو واقف أمام ربه سبحانه وتعالى الذى سوف يعطيه جزاءه خيرا أو شرا: «وما ربك بظلام للعبيد». ولذلك قال بعض المفكرين ومن بينهم الفقيه المتصوف الكبير سيدى محيى الدين بن عربى، إن بداية الصراط هو فى الدنيا، فمن نجح فى الدنيا نجح فى الآخرة.
ولقد حثنا الله سبحانه وتعالى لأن ننظر إلى أكمل نموذج خلقه العلى القدير وهو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، صاحب الرسالة الخاتمة، الذى أرسله الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ليكون رحمة للعالمين، والذى أتى بكل ما هو جميل وطيب وروحانى إلى حياة قوم كانوا يعبدون الأصنام بعد أن شوهوا رسالة سيدنا إبراهيم عليه السلام. كان سيدنا محمد أيضا قرآناً يمشى على الأرض، أى أنه كان تجسيدا لكلام الله سبحانه وتعالى، وأوضح العزيز الحكيم للعباد المزيد من المزايا فى اتباع الرسول الخاتم بقوله «والذين آمنوا بما أنزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم»، فالمسلم الذى يتبع الله ورسوله لا يضر ولا يؤذى أحدا بل يزيد الدنيا بهجة ونورا وسعادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة